في إطار سعيها المتواصل لأن تصبح مركزاً فنياً رائداً، ستطلق قطر الرباعيه الفنية في نوفمبر 2026.
النسخة الأولى، بعنوان «مياه متمردة»، سيشرف على تنسيقها فريق يضم توم إكلز، المدير التنفيذي لمركز الدراسات المعمارية ومتحف هيسل للفن في كلية بارد بنيويورك؛ روبا قطريب، كبيرة الأمناء ومديرة الشؤون الإدارية في MoMA PS1 بنيويورك؛ مارك رابولت، رئيس تحرير مجلة ArtReview؛ وشبير حسين مصطفى، أمين معرض في المتحف الوطني في سنغافورة. عنوان المعرض إشارة إلى كتاب للباحث سونيل س. أمريث يتناول الأجسام المائية في جنوب آسيا.
مقالات ذات صلة
ستقام الرباعية في «الريواق»، الجناح العرضي المجاور لمتحف الفن الإسلامي، الذي احتضن من قبل معارض جماهيرية لفنانين مثل جيف كونز وتاكاشي موراكامي.
من بين المشاريع المدرجة أداء طهي بعنوان untitled 2025 (no bread no ashes) للفنان ريركريت تيرافانيجا، الذي كشف عنه الأربعاء عند زاوية حديقة متحف الفن الإسلامي، خارج الريواق، كجزء من مهرجان Evolution Nation. يتضمن الأداء خبز الخبز مع خبّازين مختلفين كل يوم جمعة من الساعة 4 إلى 6 مساءً، ليمثل طيف الثقافات الحاضرة في قطر. سيكون تيرافانيجا واحداً من 58 فناناً يشاركون في الدورة الافتتاحية للرباعية.
قالت الشيخة ريم آل ثاني، مديرة Rubaiya قطر، في بيان: «يجسد أداء ريركريت تيرافانيجا untitled 2025 (no bread no ashes) روح روبَيا من الشمولية والتعاون. بدعوة الناس للخبز والمشاركة في تناول الخبز، يحول المشروع فعلاً بسيطاً إلى رمز للمجتمع والحوار. ويشكّل هذا بداية مسيرة Rubaiya قطر نحو نسختهاأولى في 2026، التي ستواصل تعزيز التبادل الإبداعي وتعكس المشهد الثقافي المتنوع والديناميكي في قطر».
في أواخر أكتوبر 2023، زارا إكلز وتيرافانيجا قطر؛ وخلال تلك الزيارة التقى تيرافانيجا بصاحبة السمو الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مجلس إدارة متاحف قطر، التي طلبت منه إنشاء مشروع في الدوحة. روى تيرافانيجا لإدارة ARTnews أنه أراد ابتكار عمل يحفز التكوين المجتمعي: «بحثنا المجتمعات المختلفة وأنواع الخبز التي يعدّونها».
وصف إكلز في مقابلة مع ARTnews محيط الريواق بأنه «أحد الفضاءات الديمقراطية الكبرى في المدينة». في عطلة نهاية الأسبوع، تمتلئ الحديقة المحيطة به بطيف واسع من المواطنين والمقيمين، ويرجو أن تعكس الرباعية هذا التنوع.
أوضح إكلز أيضاً أن الفِرَق المنسقة استلهمت أفكارها من بقايا سفينة غارقة تعود إلى القرن العاشر ضمن مقتنيات متحف الفن الإسلامي؛ تلك السفينة التي أبحرت من بغداد إلى إندونيسيا وربما إلى الصين تُعد دليلاً قاطعاً على طريق الحرير البحري. ويرغب إكلز أن يعكس الفنانون المشاركون هذا الامتداد الجغرافي.
وأضاف إكلز أنهم «درسوا أنماط المياه، الرياح الموسمية، حركة المرور، الهجرة، ووجدوا أن أنماط القرن العاشر تشبه إلى حدٍ كبير شكل قطر اليوم. ومن هنا رسمنا خرائطنا الإقليمية لاختيار الفنانين للرباعية». وأكد أن العرض سيعكس «الطقس والمياه وأنماط الهجرة والوقائع الجيوسياسية التي تشكّل الحاضر».
سيعاد تنشيط أداء تيرافانيجا في فبراير خلال أول نسخة من Art Basel Qatar، المقرر اطلاقها العام المقبل، تحت إشراف الفنان وائل شوقي. وأضاف إكلز أن تركيب تيرافانيجا سيُزوَّد بسقف مستلهم من شكل الخبز، وقد يتحول هذا المبنى إلى هيكل دائم.
شهد المشهد الفني القطري صعوداً لافتاً خلال العقدين الماضيين. تشتهر قطر بمؤسسات مثل متحف «متحف العربية للفن الحديث» (Mathaf) وغيرها من المؤسسات التي تُديرها متاحف قطر، بينما كانت شواهد المعارض المعاصرة من طراز البييناليات أقل بروزاً تاريخياً.
ترتقي الرباعية الجديدة لتصبح واحدة من أهم المعارض الدورية المراقبة عن كثب في منطقة الخليج، وتأتي في منافسة رئيسية مع بينالي الشارقة، العرض المعروف والموَقف نقدياً الذي تأسس عام 1993. وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، ستتنافس الرباعية القطرية أيضاً على الاهتمام مع بينالي الدرعية للفن المعاصر وبينالي الفنون الإسلامية في السعودية، وكلاهما محليان نسبيّاً وتديرهما جهات حكومية.
خلال العام الماضي وحده قطعت قطر خطوات نحو توسيع المشهد الثقافي، مع مشروعين بارزين في الأفق: مساحة مخصّصة لفن الفنان الهندي الحداثي م.ف. حسين، المتوقع افتتاحها في نوفمبر 2025، ومتحف لوسيل المعلن عنه كأكبر مؤسسة تركز على الفن الاستشراقي. من المتوقع أن يجذب Art Basel Qatar العديد من المراقبين الدوليين العام المقبل، كما يتوقع أن تطلق قطر جناحاً في بينالي البندقية العام المقبل.