منتدى الرهائن يوجّه إنذارًا قانونيًا إلى يشيفا «أتيرت شلومو» على خلفية إساءة استخدام الرموز

أصدر منتدى الرهائن والعائلات المفقودة تحذيراً قانونياً رسمياً لليشيفا الحريدية بتهمة استغلال رموزه وحملاته بشكل مسيء وغير مشروع.

يمثل المنتدى عائلات المختطفين في هجوم 7 أكتوبر 2023، وقد حمّل الخميس مكتب المحامي آسا كلينغ رسالة إنذار إلى يشيفת عטרת شلومو في بيت شيمش، يتهم فيها المؤسسة بسلوك انتهازي ومهين واستخدام غير قانوني لمواد تابعة للمنتدى.

يورد الإنذار أن الحملة التي قادتها اليشيفا استعملت دون تفويض تصاميم المنتدى وشعاراته ورمز الشريط الأصفر المرتبط بالحملة الوطنية لاستعادة الرهائن، ما يشكل انتهاكاً سافراً لحقوق العلامات التجارية وحقوق النشر، وانتحالاً للعلاقة المؤسسية، واستغلالاً لسمعة المنتدى لأغراض سياسية.

وطالب المنتدى بوقف فوري لكل استخدام للمواد المنسوبة إليه، والالتزام بعدم تكرار أي انتهاك لملكيته الفكرية، وتقديم اعتذار علني للرهائن وعائلاتهم، وتعويض مالي قدره 400,000 شيقل.

وقال المنتدى إن الرسالة تطالب بـ«إعادة الرموز إلى مواضعها الشرعية — رموز الأمل والوحدة والنضال من أجل عودة الرهائن الذين تحتجزهم عدوّ قاس إلى تراب إسرائيل».

يأتي هذا التحذير في ظل واحدة من أكثر اللحظات انقساماً في التاريخ الاجتماعي والعسكري الإسرائيلي الحديث. في 7 أكتوبر 2023 شنَّت حركة حماس هجوماً وحشياً على جنوب إسرائيل راح ضحيته نحو 1,200 قتيلاً وخطف 251 شخصاً، معظمهم من المدنيين، إلى غزة؛ وما يزال أكثر من عشرة رهائن مفقودين أو محتجزين، وأصبحت حملة العائلات لاستعادتهم رمزاً وطنياً ومطلباً أخلاقياً قوياً.

وازدادت حدة الخلافات الداخلية الاجتماعية مع تصاعد الجدل حول تجنيد الحريديم في الجيش؛ إذ طالما قاوم القطاع الحريدي قوانين التجنيد لطلبة اليشيفوت، وهو مقاومة يراها كثيرون مشكلة أخلاقية في ظل الحرب الجارية. وبينما أُعدّت التحركات القانونية، توافد منظّمون على تنظيم احتجاج حريدي ضخم في القدس تحت شعار «مسيرة المليون»، وأغلقت الشرطة محاور رئيسية من ضمنها الطريق السريع رقم 1، وتوقّف جزء من حركة القطارات.

يقرأ  ٧ أفكار للتعلّم عبر التواضع

تكشف الاحتجاجات عن صدع عميق: يرى كثير من الإسرائيليين أن الحرب نداء وطني للجميع، في حين يعتبر قسم كبير من المجتمع دراسة التوراة مساهمتهم في الجهد العام ويرفض الالتحاق بالجيش. والنتيجة هي انقسام مرير — بين من يصفون الامتناع عن التجنيد بالخيانة الوطنية، ومن يعتبرونه حفاظاً على الهوية الدينية.

في هذا المناخ المتوتر يكتسب استغلال رموز عائلات الرهائن من قبل يشيفا منضوية في المؤسسة الحريدية أهمية خاصة. يؤكد المنتدى أن هذه الرموز — الشريط الأصفر والشعارات والتصاميم — صُمّمت لتوحيد جميع الإسرائيليين في نضال استرجاع الرهائن، وأن تحويلها لحملة مرتبطة بالاحتجاج على التجنيد لا يكتفي بانتهاك الملكية الفكرية بل «يُقلل من قدسية» الرمز في عيون العائلات التي لا تزال تنتظر إنجاز المصير.

وليس الخطاب مجرد بلاغ بل تصعيد قانوني واضح؛ فالمنتدى استند في إنذاره إلى دعاوى متعلقة بالعلامات التجارية وحقوق النشر وحقوق الدعاية، معلناً استعداده للجوء إلى المحاكم ليس فقط للمطالبة بتعويضات بل للحصول على أوامر قضائية تمنع أي استخدام لاحق للمواد.

أما من الناحية الإعلامية فاستعمال رمزٍ وطني كما رمز الرهائن في احتجاج يُنظر إليه على أنه معارضة لعنصر من عناصر الجهد الحربي (التجنيد العسكري) قد يثير رد فعل شعبي أوسع. وبالنسبة لعائلات الرهائن، الذين يعيش بعضهم حالة من الترقب والانتظار، فالمسألة تتعلق بالحفاظ على طهارة رمزهم — رمز «الأمل والوحدة والإنقاذ».

تواجه اليشيفا حالياً ثلاثة خيارات عاجلة: الامتثال بإيقاف استخدام المواد وتقديم الاعتذار المطلوب؛ أو التفاوض وتسوية المطالبة بمبلغ 400,000 شيقل؛ أو الطعن في الأساس القانوني لمطالب المنتدى، ما قد يفضي إلى قضية قضائية كاملة مصحوبة بتغطية إعلامية وتدقيق عام.

أضف تعليق