وزير ألماني يتعهد بتقديم مساعدات إضافية للمنطقة خلال زيارته إلى دمشق

أعلنت المانيا عن تقديم معونة إنسانية إضافية قيمتها 52.6 مليون يورو (ما يعادل نحو 60.8 مليون دولار) لسوريا ولبنان والأردن، حسبما صرح وزير الخارجية يوهان واديفول خلال زيارة مفاجئة إلى دمشق يوم الخميس.

زار واديفول ضاحية حرستا الواقعة شمال-شرق العاصمة، والتي تعرّضت لدمار واسع خلال الحرب الأهلية السورية التي اندلعت بعد قمع نظام بشار الأسد للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية عام 2011.

من بين هذه الأموال، خصصت 39.4 مليون يورو لسوريا، وستُوزَّع عبر جهات إنسانية دولية ومنظمات غير حكومية تعمل في مجالات الأمن الغذائي والحماية المدنية والإيواء والرعاية الصحية، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية.

الوزير يدعو إلى إعادة إعمار شاملة وشاملة للمجتمع

التقى الوزير في وقت سابق بالرئيس السوري الجديد أحمد الشراع، الذي قاد تحالفًا معارضًا أطاح بالأسد في ديسمبر. وقبل اللقاء شدّد واديفول على وجوب أن تضمن الحكومة الجديدة للمواطنين «حياة كريمة وآمنة».

وقال الوزير في عمان، المحطة الأولى من جولته الأخيرة في الشرق الأوسط: «هذا شرط أساسي لوضع أسس دولة سورية حرة وآمنة ومستقرة.» ودعا حكومة دمشق إلى إشراك جميع المواطنين في عملية إعادة التأهيل بغض النظر عن الجنس أو الانتماء الديني أو الإثني أو الاجتماعي.

أوضح واديفول أن ألمانيا ملتزمة بالمساهمة في إقامة أسس جديدة عبر دعم جهود إزالة الألغام والذخائر المتفجرة، وتقديم المساعدات الإنسانية، والاستثمار في الاقتصاد السوري.

أشار الوزير إلى أن التطورات في سوريا، الواقعة في الجوار المباشر للاتحاد الأوروبي، لها «تأثير مباشر وغير مباشر» على ألمانيا.

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بالأسد، لا تزال الأوضاع في سوريا هشة. ورغم تأكيد الحكومة الانتقالية الجديدة سعيها إلى استقرار البلاد وخلق «سورية للجميع»، إلا أن هذه المساعي طغت عليها اشتباكات متكررة أودت بحياة مدنيين، بما في ذلك مواجهات بين القوات الحكومية وأقليات.

يقرأ  احتجاز أوكراني في إيطالياعلى خلفية لغز انفجار أنابيب غاز نورد ستريم

أجريت في سبتمبر أول انتخابات برلمانية منذ سقوط النظام، لكنها تعرضت لانتقادات دولية بسسب انخفاض تمثيل النساء والأقليات.

آثار الحرب الأهلية

في حرستا، التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 30 ألف نسمة من بينهم نحو 2,500 مسيحي، تفقد واديفول مشروعًا إنسانيًا تدعمه ألمانيا. منذ عام 2012، كانت الضاحية هدفًا متكررًا للقصف الجوي والقذائف مما دفع السكان المدنيين للنزوح ودمر بنى تحتية حيوية.

قبل محادثاته مع الشراع، قال واديفول إنه يعتزم أيضًا بحث ملف السوريين الذين فرّوا من الحرب ولجأوا إلى ألمانيا. تعوّل برلين على عودة عدد كبير من هؤلاء اللاجئين السابقين للمساهمة في إعادة الإعمار، لكن بسبب الوضع غير المستقر في البلاد عاد حتى الآن عدد قليل منهم.

وبحسب أرقام رسمية، بلغ عدد المواطنين السوريين المقيمين في ألمانيا نحو 951,400 شخصًا في نهاية أغسطس، بانخفاض عن 974,395 في نهاية نوفمبر 2024.

أضف تعليق