بصفتها مصمِّمة اتصالات، بدأت كيلي أندرسون مسيرتها في مجال تصميم المعلومات. تقول في فيديو عن مشروعها إن تصور البيانات هدفه أن ينقل الحقائق من عالم الأرقام والمجرد إلى فضاء الإدراك بحيث يمكنك رؤيتها — ثم تتساءل: لماذا نتوقف عند الرؤية فقط؟ ماذا لو صار بالإمكان أن تحسّ هذه الحقائق وتختبرها؟
قبل عام أطلقت أندرسون مشروعاً استثنائياً استغرق خمس سنوات من العمل بعنوان «الأبجدية المتحركة: كيف تتشكّل الحروف». قضت آلاف الساعات في بحث الأرشيفات التصميمية وصياغة أحرف ثلاثية الأبعاد وحركية بعناية بالغة، لتوضّح كيف تطورت أنماط الطباعة عبر العصور.
توضح أندرسون: «إذا تأملْت الحروف عن كثب، سترى تاريخاً سريّاً للعالم — من العصر البرونزي إلى العصر المعلوماتي. ولكن بما أن كثيراً من الأساليب والأدوات والآلات أصبحت الآن متقادمة، فإن متابعة هذا التاريخ تصبح صعبة. يعوِّض كتاب «الأبجدية المتحركة» ذلك عبر عناصر لمسية وتفاعلية تساعد في توضيح كيفية تحول الحروف بالتوازي مع الاضطرابات التقنية وتبدلات الذوق الجمالي.»
يتألف المشروع من كتابين متلاصقين قابلين للفصل. يحتوي قسم البوب‑أب على أغلفة تفاعلية تشبه شاشة ذات سبعة مقاطع تتحوّل من حرف A إلى Z، و17 عنصراً ورقياً قابلًا للتحريك، ونشاطات عملية للتجربة المباشرة. أما الجزء المصاحب فيمتد على 128 صفحة ويشتمل على مقالة تتعمق في تاريخ وفكرة كل بوب‑أب، إلى جانب نحو 300 صورة ملونة من تاريخ تصميم الحروف.
تم تمويل الكتاب في مرحلته الأولى عبر منصة تمويل جماعي، وهو الآن يُطرح على نطاق أوسع. يمكنك الحصول على نسخة من المتجر الإلكتروني الخاص بالمشروع ومتابعة أعمالها على حساباتها الاجتماعية، وربما تُعجب أيضاً بمشروعها الآخر «هذا الكتاب كاميرا».
صورة: أندرسون تعمل على عنصر ورقي مهندَس لكتاب «الأبجدية المتحركة».
هل تهمك قصص وفنون مثل هذه؟ يمكنك دعم النشر الفني المستقل بأن تصبح عضواً في مجتمع Colossal، والاستفادة من مزايا مثل:
– إخفاء الإعلانات وحفظ المقالات المفضلة
– خصم 15% في المتجر
– النشرات الإخبارية الحصرية للأعضاء
– دعم 1% من المبيعات لتوفير أدوات فنية للمدارس في المرحلة الابتدائية والثانوية
في هذا المشهد، تبدو الحروف ليست مجرد رموز للقراءة، بل أرشيفات ملموسة للتاريخ والابتكار، تتحدّى الفكرة القائلة إن المعرفة محصورة بالمرئيات الرقميّة؛ إنها تجربة حسّية تنقلنا إلى ماضٍ ومستقببل يتداخلان في صفحة واحدة.