وزارة العدل الأمريكية تضع مدّعين في إجازة بعد الإشارة إلى أحداث 6 يناير — أخبار دونالد ترامب

وزارة العدل الأميركية علّقت إدارياً عمل اثنين من المدعين الفدراليين، صموئيل وايت وكارلوس فالدفيا، بعد وصفهما المشاركين في هجوم السادس من يناير 2021 بأنهم «حشد من المتمردين». كما جرى تعديل المستندات التي قدّماها تحضيراً لجلسة النطق بالحكم يوم الخميس لحذف الإشارات إلى اقتحام الكابيتول.

المستندات الجديدة قُدمت يوم الأربعاء، وهو اليوم نفسه الذي تلقى فيه المدّعيان إشعارات التعليق وتمّت إعادة قفْل أجهزتهما الحكومية. وبحسب مصادر تحدثت لـ رويترز وأسوشيتد برس بشرط عدم الإفصاح، كانا من أعضاء مكتب النائب العام الأميركي في مقاطعة كولومبيا، أي من بين المسؤلين في هذا المكتب.

الإجراء جاء في سياقٍ أوسعٍ من تحركات إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد مدّعين فدراليين شاركوا في قضايا يعتبرها ترامب غير مواتية له سياسياً. ترامب دافع طويلاً عن المشاركين في اقتحام السادس من يناير، ووصل إلى حد العفو عن أكثر من 1500 من المقتحمين الذين كانت لديهم قضايا جنائية أو إدانات قيد المتابعة في اليوم الأول من ولايته الثانية؛ كما خفّف الأحكام عن 14 آخرين ووصف ملاحقاتهم بأنها «ظلم وطني جسيم».

أثار الاقتحام ادعاءات ترامب الكاذبة بأن انتخابات 2020 «زُوّرت»، فاندفع أنصاره بألوفهم نحو الكابيتول في اليوم الذي كان المشرّعون يصدّقون فيه على أصوات الهيئة الناخبة. تعرّض أكثر من مئة عنصر شرطة لإصابات، وسُجلت وفيات عدة مرتبطة بالهجوم، بينها محتج قُتل برصاص حين حاول دخول ردهة رئيس النواب، وضابط شرطة انهار وتعرّض لجلطات متعددة ربما نتيجة التعنيف الذي تعرّض له. بعض الضبّاط تعرّضوا للضرب بأعمدة الأعلام، ومطافئ الحريق، وعصي الهوكي.

وزارة العدل لم تُدْلِ بتصريح فوري بشأن تعليق المدّعين يوم الأربعاء. كان من المقرّر أن يمثل الاثنان يوم الخميس أمام المحكمة الفدرالية في جلسة النطق بحكم تيلور تارانتو، المحارب البحري السابق الذي شملته عفو ترامب لمشاركته في اقتحام السادس من يناير. رُصد تارانتو أثناء محاولته اقتحام غرفة رئيسة المجلس، وهي منطقة محظورة، وقد وُجهت إليه أربعة تهم جنحية قبل أن يُعفَى عنها.

يقرأ  مستوطنون يهاجمون البدو — بن غفير يغذي التوتر في الضفة الغربية المحتلة

في مايو، أدين تارانتو بتهمٍ لا علاقة لها بالواقعة السابقة، منها حمل سلاحَين ناريَين بصورة غير قانونية وحيازة ذخيرة بصورة غير مشروعة ونشر معلومات كاذبة وخدع. وأُلقي القبض عليه في 29 يونيو 2023 قرب عنوان في واشنطن كان منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل ترامب، وادعى أن العنوان مرتبط بالرئيس السابق باراك أوباما، فقاد تارانتو سيارته إلى المكان وبثّ ذلك مباشراً وهو يحاول «البحث عن أنفاق» للدخول إلى المسكن. عند خروجه من سيارته ودخوله منطقة محظورة تصادف مع عناصر الخدمة السرية، وزُعم أنه قال لهم: «يجب أن أحصل على اللقطة، لا أتوقف أمام شيء للحصول عليها».

عُثر في مقطورته على أكثر من 500 طلقة ذخيرة، وقبل يوم من ذلك صوّر فيديو «خدعة» ادعى فيه وجود سيارة مفخخة متجهة إلى المعهد الوطني للمقاييس والتقنية. وصفه محاموه بأنه «صحفي» و«كوميديان»، في حين طالب المدّعون بعقوبة تتجاوز السنتين في السجن، وكانت توصية الحكم تلك مدرجة في المستندات المنقّحة التي قُدمت يوم الأربعاء.

خلال جلسة الخميس أشاد قاضي المقاطعة الأميركية كارل نيكولز بالمدّعين الموقوفين وايت وفالدفيا ووصف أداءهما بأنه «عمل يستحق الثناء وممتاز» وأنهما أظهرا «أرقى معايير الاحترافية» في القضية. في نهاية الجلسة فرض نيكولز حكماً على تارانتو بالسجن 21 شهراً، وبما أنه مكث في الحجز 22 شهراً بالفعل فلن يقضي وقتاً إضافياً.

المدّعون المهنيون يُكلّفون بقضايا جنائية بغضّ النظر عن الإدارة الرئاسية السائدة، لكن البيت الأبيض في عهد ترامب سعى مراراً إلى تهميش—إن لم يكن فصل—من ماضَت قضاياهم بما يتعارض مع مصالح الرئيس الجمهوري. ففي يناير طُرد نحو اثنين وعشرين موظفاً من مكتب النائب العام في واشنطن، كثيرٌ منهم مرتبط بقضايا السادس من يناير التي جرت في عهد الرئيس جو بايدن، وفي يونيو أفادت تقارير أنه طُرد ثلاثة مدّعين آخرين شاركوا في قضايا السادس من يناير.

يقرأ  معاينة مجلة جوكستابوز: سلسلة إميلي كوآن «صعود حرير العنكبوت» تُسلّط الضوء على جناح ديمين في معرض الآرموري بنيويورك

الحدث يظل منقسماً وطنياً ويُظهر كيف أن الضغوط السياسية يمكن أن تمتد لتطال أجهزة إنفاذ القانون والنظام القضائي، في وقت يبقى فيه المساءلة عن العنف الذي وقع في ذلك اليوم قضية قانونية وأخلاقية مستمرة.

أضف تعليق