ماذا يعني مؤتمر الأطراف الثلاثون (COP30)؟
ما هو COP30؟
COP30 هو الدورة الثلاثون للاجتماع السنوي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث تلتقي حكومات العالم لمناقشة سبل الحدّ من الانبعاثات والتكيّف مع الآثار المستقبلية للاحترار العالمي. اسم COP اختصار لعبارة «Conference of the Parties» أو «مؤتمر الأطراف»، ويشير إلى الدول المشاركة التي وقعت على اتفاقية المناخ منذ بداياتها.
متى يقام؟
تُعقد فعاليات المؤتمر رسميًا من الاثنين 10 نوفمبر إلى الجمعة 21 نوفمبر، مع تجمع زعماء العالم قبل افتتاح القمة في الأيام القليلة السابقة (6–7 نوفمبر). عادةً ما تمتد المفاوضات إلى ما بعد الموعد الرسمي بسبب محاولات التوصل إلى صيغ مقبولة للجميع.
أين سيُعقد؟
المؤتمر سيُعقد في البرازيل للمرة الأولى، في مدينة بيلم داخل أحراش الأمازون، وهو اختيار أثار جدلًا لوجيستيًا وبيئيًا؛ بسبب ضعف البنى التحتية للنقل وندرة الفنادق الميسورة، ما جعل بعض الوفود تكافح لتأمين السكن، وأثار مخاوف من استبعاد الدول الأضعف اقتصاديًا. كذلك أُثيرت انتقادات حول قرار تهيئة طريق عبر جزء من الغابة من أجل المؤتمر، إضافة إلى استمرار منح تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز قبيل انعقاد القمة، وهو ما يتناقض مع أهداف الحد من الوقود الأحفوري.
من سيحضر ومن قد لا يحضر؟
يتوقع حضور ممثلين من معظم الدول، لكن كثيرًا من قادة العالم لم يؤكدوا حضورهم حتى الآن. من المتوقع حضور رئيسة وزراء المملكة المتحدة والينصيب وليام ممثلًا عن الملك تشارلز. فيما لا تزال طبيعة مشاركة الولايات المتحدة غير واضحة بعد تعهد الرئيس ترامب عقب تنصيبه بسحب بلاده من اتفاق باريس، في تكرار لخطوة أعادها في فترة سابقة. الصين — أكبر مصدر للانبعاثات عالميًا — مرجّح أن ترسل وفدًا لكن حضور الرئيس شي جين بينغ ليس مرجحًا. إلى جانب السياسيين سيحضر دبلوماسيون وصحفيون ونشطاء، مع انتقادات سابقة لوفود ترتبط بصناعات الفحم والنفط والغاز التي يراها كثيرون دليلًا على نفوذ هذه القطاعات داخل المفاوضات.
لماذا يُعدّ المؤتمر مهمًا؟
يأتي COP30 بعد مرور عشر سنوات على اتفاق باريس الذي نصّ على محاولة احتواء ارتفاع الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وإبقائها «أدنى بكثير» من درجتين. الأدلة العلمية قوية على أن الاختلافات بين 1.5 و2 درجة ستؤدي إلى تأثيرات أقوى بكثير عند المسار الأعلى. رغم توسّع مصادر الطاقة المتجددة، لا تزال الخطط الوطنية المعلنة غير كافية لتحقيق هدف 1.5 درجة؛ فقد فشلت غالبية الدول في تقديم تحديثات طموحة لخططها المناخية قبل مؤتمر COP30، ولا يزال عدد الذين فعلوا ذلك محدودًا (حوالي ثلث الدول). الأمين العام للأمم المتحدة اعترف بأن تجاوز هدف 1.5 درجة بات مرجحًا، مع أمل في إمكان إعادة خفض المسار لاحقًا خلال هذا القرن.
ما هي القضايا المتوقع مناقشتها؟
– الوقود الأحفوري: بعد اتفاق COP28 على الحاجة للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، لم تتبلور صياغات أقوى في دورة لاحقة، ويظل النقاش مركّزًا على تسريع الخروج من الفحم والنفط والغاز.
– التمويل: في COP29 تعهدت الدول الغنية بتقديم نحو 300 مليار دولار سنويًا بحلول 2035 لمساعدة الدول النامية، مع طموح لرفع المساهمة إلى 1.3 ترليون دولار من مصادر عامة وخاصة، لكن التفاصيل العملية لاتزال ضبابية مقارنةً بالحاجة المعلنة.
– الطاقة المتجددة: هناك التزام بتثليث قدرة العالم على الطاقة المتجددة (الرياح والشمس) بحلول 2030، لكن وكالات الطاقة تحذّر من أن المسار الحالي لا يضمن الوصول إلى هذا الهدف.
– الطبيعة والغابات: من المتوقع إطلاق مبادرة تمويلية لحماية الغابات الاستوائية («مرفق غابات العصور الاستوائية» أو ما يماثله) للحد من فقدان الغطاء الغابي كجزء من حلول الطبيعة للتخفيف والتكيّف.
هل سيصنع COP30 فرقًا؟
تحقيق تقدم كبير يبدو صعبًا هذا العام، ليس أقل بسبب المواقف المتشددة لبعض الدول الكبرى. تصريحات ومواقف أدت إلى تقويض الثقة في الالتزامات الدولية — مثل وصف تغير المناخ في خطاب علني بأنه «أكبر خدعة» من قبل بعض القادة، مع وعود بتعزيز حفر النفط والغاز وتراجع سياسات خضراء سابقة — تُصعّب التوافق العالمي. كما واجهت المفاوضات البيئية الأخرى في 2025 صعوبات: مفاوضات معاهدة البلاستيك انهارت مرتين، وتأخر اتفاق مهم بشأن خفض انبعاثات الشحن بعد ضغوط من بعض الدول. وُجّهت اتهامات سابقة لـCOPs بأنها تتيح ممارسات «التلميع الأخضر» التي تخفي قصورًا في الإجراءات الحقيقية، لكن من جهة أخرى أفضت بعض دورات المؤتمر إلى اتفاقات دولية مهمة دفعت قدماً إجراءات تتجاوز الجهود الوطنية وحدها. التزام باريس ظلّ محفزًا لعمل مناخي شبه شامل، وساهم في خفض التوقعات المستقبلية للاحتباس، مع بقاء العالم بعيدًا عن السرعة المطلوبة لتحقيق أهدافها.
الخلاصة
COP30 سيكون اختبارًا لقدرة المجتمع الدولي على تحويل الالتزامات إلى سياسات وتمويل وحلول عملية: من حسم مسألة الوقود الأحفوري وتمويل الدول النامية، إلى استثمار طموح في الطاقات المتجددة وحماية الغابات. في ظل الانقسامات الجيوسياسية والتحديات اللوجستية والضغوط الاقتصادية، تظل النتائج غير مضمونة، لكنّ أهمية المؤتمر تكمن في كونه منصة لا بديل عنها لتنسيق الاستجابة العالمية تجاه أزمة مناخية تتسارع آثارها.
