اميرام كوبر، أحد مؤسسي كيبوتس نير اوز، كان شاعراً وُلد في حيفا قبل قيام دولة إسرائيل الحديثة، وقد أعيدت رفاته من غزة إلى البلاد ليوارى الثرى.
تم التعرف على رفاة الرهين المقتول اميرام كوبر بواسطة فحوصات طبّية جنائية، بعد أن أعيدت إلى إسرائيل ليُدفن كما ينبغي، بعد أكثر من عامين من الأسر.
تأكدت وفاته أثناء الأسر، وقد أعلن عن ذلك إلى جانب إعلان وفاة حاييم بيري ويورام ميتسجر وناداف بوبلويل. وبعد أن استعاد الجيش الإسرائيلي جثتي بيري وميتسجر من قطاع غزة، أفادت الجهات الرسمية الإسرائيلية أنها تعتقد بأنهما أُسقطا برصاص خاطفيهما في منتصف فبراير 2024.
كان كوبر في الرابعة والثمانين من عمره عند وفاته، وهو من بين مؤسسي كيبوتس نير اوز.
يترك وراءه زوجته نورِت، البالغة من العمر 79 عاماً، وثلاثة أبناء وتسعة أحفاد. جدير بالذكر أن زوجته ظلت في الأسر في غزة لمدة سبعة عشر يوماً قبل أن تُفرج عنها في 23 أكتوبر 2023.
ولد في حيفا عام 1938 لوالدين هاجرا من بولندا. وذكرت ابنته أنه كان يروي ذكريات من طفولته، حين كان في العاشرة من عمره واستمع إلى إعلان ديفيد بن غوريون قيام الدولة عبر المذياع.
تلقى تعليمه في المدرسة الثانوية الزراعية كادوري في سهل الجليل السفلي، ثم انضم في العام 1957 إلى كيبوتس نير اوز كأحد مؤسسيه. وخدم لسنوات طويلة كخبير اقتصادي ومحاسب رئيسي للمستوطنات في منطقة ماعون.
امتد عطاؤه الشعري والموسيقي لأكثر من ستين عاماً؛ ألف ثلاث مجموعات شعرية وكتاباً واحداً للأطفال. من أغانيه الشهيرة «شِبُولِي باز» أو «سنابل من ذهب»، التي سُجلت بمناسبة الذكرى الخامسة للكيبوتس وأصبحت نشيداً يحتفى به في مناسبات نير اوز على مرّ السنين.
في مراسم تأبين أقيمت في الكيبوتس الذي ساهم في تأسيسه، ألقت ابنته راڤيت كلمات مؤثرة، قالت فيها: «رحلت عن كيبوتس نير اوز الذي بنته مع رفاقك. وتركت وراءك إبداعات لا تُحصى من شعر وألحان، وكل واحد منها فريد. وتركت أسرة بنتُمها — أمّاً، نحن، أبناؤك، وأحفادك. وغرست فينا قيمك، وفي نفوس الكثيرين من أصدقاء وزملاء وفنانين عرفوك وأحبّوك.» وأضافت: «كنت مثالياً مؤمناً بقيم الكيبوتس من مساواة وتشارك وعمل، كنت أفضل أب في العالم؛ أبٌ حنون لطيف لم يعرف الغضب أو القسوة أو الحكم المسبق. كنت ترى الإنسان أولاً.»
تتوفر قصائده على موقع «شيرا أوفيدت» للاطّلاع والاطّلاع عليها.
وفي بيانٍ صادر عن الكيبوتس قيل إن اميرام كوبر «رأى في تطوير منطقة النقب الغربي مهمة حياته». وأضاف البيان أن كوبر كان شاعراً وملحناً غزير الإنتاج؛ نشر ثلاث مجموعات شعرية وكانت قصائده تُؤدى على أيدي فرقة هاجيفاترون، وجوقة كيبوتس أرتزي، وخماسيّة جيلبوا. كما أشار البيان إلى دوره الإداري في المجتمع: «بعيداً عن شعره، كان كوبر اقتصادياً تولى إدارة الشؤون المالية والرقابية لمجتمعات منطقة ماعون لأكثر من أربعة وعشرين عاماً.»