متحف الفنون الجميلة ببوسطن يعيد آنية خزفية إلى أحفاد «ديفيد دريك»

توصل متحف الفنون الجميلة في بوسطن إلى اتفاق مع أحفاد ديفيد دريك المعروفين لاسترداد عملين كبيرين من أعماله وإعادتهما إلى ورثته. ديفيد دريك كان فنانًا استعبد لسنوات طويلة من حياته، ويُعدّ الترتيب الأخير خطوة تصحيحية مهمة في الاعتراف بحقوق عائلته.

استحوذ المتحف على أول قطعة لدريك، «إناء القصيدة» (Poem Jar) من عام 1857، في سنة 1997، واشتراه ثانيةً إناءٌ موقّع يعود إلى نفس العام في 2011؛ ويُذكر أن العملين صُنعا بفاصل زمني يقارب الشهر. وقد تضمن المعرض المشهور «اسمعوني الآن: الفخّار الأسود من أولد إيدجفيلد، ساوث كارولينا»، الذي نظّمته متحف الفنون الجميلة في بوسطن بالاشتراك مع متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك وافتتح عام 2022، عرض هذين الإناءين.

بدأت المؤسسة التواصل مع أحفاد دريك أثناء أبحاثها التحضيرية للمعرض، ومن ثم دفع هذا التواصل إلى نقاشات حول الملكية الشرعية لهذه الأعمال، وفق بيان صحفي أصدره المتحف عند الإعلان عن الإعادة. وشبّه المتحف قراره بتسوية قضايا الملكية بهذه المساعي السابقة التي قادت إلى إرجاع أعمال فنية إلى ورثة أصحابها الأصليين التي نُهبت على أيدي النازين خلال الحرب العالمية الثانية.

في 16 أكتوبر أقدم متحف بوسطن رسميًا على شطب القطعتين من سجلاته (deaccession) ومن ثم نقل ملكيتهما إلى أحفاد دريك عبر صندوق «ميراث ديف الصانع» (Dave the Potter Legacy Trust). وبمقتضى الاتفاقية، أعاد المتحف شراء إناء «القصيدة»، فأُعيد إدخاله رسميًا إلى مجموعته في 23 أكتوبر، بينما احتفظت العائلة بملكية «الإناء الموقّع» مع إقراره كإعارة طويلة الأمد للمتحف. ويُعرض إناء «القصيدة» حاليًا في جناح فنون الأمريكتين بمتحف الفنون الجميلة في بوسطن.

كما جُدّدت فهرسة المنشأ في كاتالوج مجموعة المتحف على الإنترنت لتشمل، جزئيًا، ما يلي: «1857، صنع تحت ظروف العبودية على يد ديف (المعروف لاحقًا باسم ديفيد دريك، مولود نحو 1800 — وتوفي نحو 1870) في مشغل ستوني بلاف لصناعة الفخار لصالح مصنع لويس جي. مايلز للفخار، وبيع لصالح مستعبده لويس مايلز (1808–1868)، إيدجفيلد، ساوث كارولينا. 1991، اقتناه توني إل. شانك، ماريون، ساوث كارولينا.» كما أُضيفت ملاحظة مفادها أن دريك لم يكن مسموحًا له بامتلاك هذه الأواني ولم يتلقَّ أي تعويض عنها ولا سلطة على مصيرها.

يقرأ  جوائز أودوبون للتصوير 2025تُبرز الهجرات الملحمية والمهددة بالانقراض — كولوسال

وجاء في بيان المتحف: «إن المتحف، من خلال هذا الحل، يعترف بأن دريك حُرم من إبداعه قسرًا ودون تعويض». وأوضح البيان أن هذه هي المرة الأولى التي يفصل فيها المتحف في مطالبة ملكية تتعلق بأعمال فنية أُخذت ظلماً في ظل العبودية في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.

كان دريك، المعروف تاريخيًا حتى وقت قريب باسم «ديف» أو «ديف الصانع»، من أبرز أبطال معرض «اسمعوني الآن»، الذي أبرز كونه أقدم خَزّاف مستعبد معروف قام بنقش توقيعات ونصوص على أوانيه في زمن كان من المحظور فيه على العبيد تعلّم القراءة والكتابة. وُلد نحو عام 1800 وتوفي نحو عام 1870، وقد تَبَنّى اسم عائلة أحد ملاكه بعد التحرر.

عمل دريك طوال حياته في منطقة إيدجفيلد بولاية ساوث كارولينا، التي كانت آنذاك مركزًا لصناعة الفخار، وأنتج آلاف الأواني؛ ويُقدّر أن نحو 720 منها ما زالت باقية إلى اليوم، بحسب المعرض الوطني للفنون. ويظهر في إناء «القصيدة» مثالٌ على ذكائه الأدبي، حيث نقش عليه بيتًا يقول تقريبًا: «صنعت هذا الإناء من أجل المال — رغم أن الناس يسمُّون المكسب قمامة.»

قال مدير متحف الفنون الجميلة في بوسطن، بيير تيرجانيان: «نحن مسرورون للتوصل إلى هذا الحل التاريخي مع عائلة ديفيد دريك. تحكي أعماله قصصًا مهمة. اشترينا إناءين له لنعرض إنجازاته كفنان موهوب، ولنسلّط الضوء أيضًا على ظروف العبودية التي عاش وعمل تحت ظلها. يشرّفنا أن نستمر في مشاركة إبداع دريك وقصته مع زائرينا والحفاظ على إرثه للأجيال القادمة بدعم من أسرته.»

أضف تعليق