في أوائل أكتوبر 2025، وعلى وقع اشتباكات حدودية دامية بين باكستان وأفغانستان، انتشرت على الإنترنت صورة لصاروخ زُعم زوراً أنها تُظهر تجربة إطلاق ناجحة نفذتها قوات كابل. في الواقع، كانت الصورة منشورة أصلاً عام 2023 على وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية (KCNA)، التي وصفتها بأنها تُظهر صاروخ كروز استراتيجي.
نشر حساب باللغة الأردية على منصة X، في 17 أكتوبر، مقطعاً ادّعى أن “القوات الدفاعية الأفغانية نجحت في اختبار صاروخ قادر على إصابة أهداف حتى مسافة 400 كيلومتر”. مثل هذا الادعاء انتشر أيضاً على فيسبوك وإنستغرام، لكن لا توجد تقارير رسمية تفيد بأن أفغانستان أجرت اختبار صاروخيّاً خلال خضم القتال في أكتوبر.
أدى القتال، الذي اندلع بعد انفجارات في كابل في 9 أكتوبر واتهمت الحكومة طالبان باكستان بالضلوع فيها، إلى وقوع أكثر من سبعين قتيلاً وإصابة المئات على جانبي الحدود، في أعنف مواجهة بين الجارتين منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.
أُجرِي بحث عكسي عن الصورة فأفضى إلى مقال في 19 مارس 2023 لصحيفه The Business Standard، يضمّ نفس الصورة، ومعها تعليق يفيد بأن الصورة غير مؤرخة أُصدرت في 24 فبراير 2023 عن KCNA وتُظهر إطلاق صاروخ كروز استراتيجي خلال مناورات. كذلك وزعت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) نفس الصورة المقتطعة والموصوفة بتاريخها أعلاه.
بحسب تقارير نقلت عن KCNA عبر AFP، أجرت كوريا الشمالية تمريناً لإطلاق صاروخ كروز استراتيجي في الساعات الأولى من 23 فبراير 2023، وأطلقت خلاله أربعة صواريخ من طراز Hwasal‑2، وقالت الوكالة إن التمرين أظهر “قدرة الانتقام النووي القاتلة ضد القوات المعادية”.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين باكستان وأفغانستان تَشوبها توترات منذ عودة طالبان، مع اتهامات إسلام أباد لكابل باستضافة جماعات مسلّحة تقف وراء هجمات عابرة للحدود. وبعد هدنة أولى استمرت 48 ساعة، أُعلن عن هدنة ثانية في 19 أكتوبر بوساطة قطر وتركيا، لكن باكستان أفادت في 27 أكتوبر أن المفاوضات لم تُفرز حلاً عملياً للتهدئة الطويلة الأمد.
سبق لوكالة AFP أن فكّت ادعاءات مضللة متعلقة بالصراع بين أفغانستان وباكستان، ويُظهر التتبع العكسي للمصدر بأن الصورة المتداوالة على وسائل التواصل ليست لحدث حديث بل لأحداث كوريا الشمالية في 2023.