ادِّعاءات مضلِّلة: فيديو لألعاب نارية نُسب زوراً إلى احتفال الديوالي في السعودية
تُروَّج على مواقع التواصل أنَ الألعاب النارية التي تُظهرها لقطات قد تكون دليلاً على احتفال مسلمين “حقيقيين” بالديوالي في السعودية، وأنَّ من ينتقدون رمي الألعاب النارية في الهند هم “مسلمون مزيفون”. هذه المزاعم شاعت خصوصًا مع مشاركة مقطع مصوّر على فيسبوك في 21 أكتوبر 2025، حصد أكثر من 32 ألف مشاهدة، ويُرافقه تعليق يزعم أن المشاهد من السعودية وتُظهر “احتفال المسلمين بالديوالي بحماس شديد”.
الواقِع مختلف: الفيديو ليس من السعودية ولا من احتفال ديني هندوسي. تظهر اللقطات مهرجان ألعاب نارية مُنظَّمًا لليوم الوطني لدولة الإمارات، وتحديدًا احتفالات يوم الاتحاد الـ52 في أبوظبي. عملية بحث عكسيّ للصور واستخراج لقطات مفتاحية أدت إلى نسخة منشورة على يوتيوب بتاريخ 3 ديسمبر 2023 بعنوان يحتفل بـ”UAE 52 National Day Celebration 2023″. كما وثّقت لقطات أخرى في الفيديو صورًا لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد وعَلم الصقر وشارة الرقم 52 على أعمدة إنارة، دلائلَ تُؤكِّد أن المشهد إماراتي.
دور السلطات والواقع البيئي في نيودلهي
تزامن تداول هذا الفيديو مع سجال حول تسبّب ألعاب النارية في تدهور جودة الهواء بديلي، وهو موضوع ردّت عليه جهات رسمية وأخرى مجتمع مدني. حسب بيانات منظَّمة IQAir، ارتفعت مؤشرات التلوّث في نيودلهي بعد الاحتفالات لتبلغ أكثر من 56 مرة حدّ منظمة الصحة العالمية في ذروة الانبعاثات المباشرة الناتجة عن الألعاب النارية في ساعات الصباح المبكرة من 21 أكتوبر. لكنّ ربط هذا الوضع مباشرةً بجهة دينية معيّنة أو تصوير الناقدين بأنهم “مزيفون” قد استُخدم كأداة سياسية أو طائفية في بعض المنشورات — وهي إدعاءات تُرفض على نطاق واسع.
تحقّق وتتبُّع المصدر
تفحّص صحفيّون وتقنيّو تحقيق الحقائق عناصر الفيديو، فوجدوا أن زخارف الشوارع واللافتات والتنظيم الحضري تُطابق مواقع محددة في أبوظبـي على امتداد كورنيش المدينة عند تقاطع “Corniche Street” و”Mubarak Bin Mohammed Street”. كما أصدرت بلدية مدينة أبوظبي بيانات تفيد بتركيب زينات وديكورات احتفالًا بيوم الاتحاد في أوائل ديسمبر 2023، ما يدعم تأريخ المقطع ومصدره.
خلاصة وأثر المعلومة المُضلِّلة
الفيديو المتداول لا يُظهر مسلمي السعودية يحتفلون بالديوالي، بل لقطات من احتفال رسمي إماراتي باليوم الوطني في ديسمبر 2023. استُخدمت هذه المادة بصيغٍ إحالية طائفية لتقويض حججٍ حول التلوّث المرتبط بالألعاب النارية في الهند أو لتصوير بعض المدوّنين كـ”مزورين”. وقد كرّرت وكالات تحقيق الحقائق، بما فيها وكالة الأنباء الفرنسية، فضح سلسلة من المعلومات المضلِّلة المعادية للمسلمين المتداولة في الهند.