إسبانيا تواجه حرائق قياسية رغم انخفاض درجات الحرارة مع نهاية موجة الحر

مدريد (أسوشيتد برس) — تعاملت إسبانيا يوم الثلاثاء مع عدة حرائق برية كبرى في واحدة من أكثر مواسم الحرائق تدميراً خلال العقود الأخيرة، رغم تراجع درجات الحرارة عبر شبه الجزيرة الإيبيرية.

آلاف من عناصر الإطفاء بدعم من جنود وطائرات إطفاء واصلوا مكافحة النيران التي اجتاحت غابات الجفاف، وكانت الأمور بالغة الخطورة في شمال غرب إسبانيا، حيث أعلنت هيئة الأرصاد الجوية AEMET أن خطر الحرائق ما زال «عاليًا جدًا أو شديدًا» لا سيما في منطقة غاليسيا.

الحرائق في غاليسيا اجتاحت بلدات صغيرة قليلة السكان، واضطر الأهالي في حالات كثيرة إلى التدخل قبل قدوم فرق الإطفاء لاحتواء النيران وحماية ممتلكاتهم.

أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية وصول وحدات إطفاء ألمانية إلى شمال إسبانيا يوم الثلاثاء للمساعدة في إخماد النيران. ونشرت الوزارة أكثر من 20 مركبةة للمساعدة في مواجهة حريق مستمر في جاريا بمنطقة إكستريمادرا التي تحد البرتغال.

كان من المتوقع أن يزور رئيس الحكومة بيدرو سانشيز جاريا لاحقًا يوم الثلاثاء للاطلاع على الأوضاع ميدانياً.

أسفرت حرائق إسبانيا هذا العام عن مقتل أربعة أشخاص وامتدت على مساحة تزيد على 382,000 هكتار (نحو 1,475 ميل مربع) وفق نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي (EFFIS)، وهي مساحة تفوق ضعف حجم منطقة لندن الحضرية.

أغلب الحرائق أحدثتها أنشطة بشرية. وأفاد الحرس المدني الإسباني بأنه احتجز 23 شخصًا للاشتباه في تورطهم بإشعال حرائق ويجري التحقيق مع 89 آخرين.

في البرتغال، يكافح أكثر من 3,700 إطفائي حرائق عدة، بينها أربعة حرائق كبيرة في الشمال والوسط، وقد التهمت النيران نحو 235,000 هكتار (907 ميل مربع) وفقًا لـ EFFIS — أي ما يقرب من خمسة أضعاف متوسط الفترة 2006–2024 لهذا الموسم. وأسفرت هناك الحرائق عن وفاة شخصين.

يقرأ  أسعار الكاكاو تعود للانخفاض بعد الارتفاع الأخير إثر الطقس الجاف في غرب أفريقيا

تُظهر بيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي أن أوروبا ارتفعت حرارتها بمعدل يساوي ضعفي المعدل العالمي منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويؤكد العلماء أن تغير المناخ يزيد من تكرار وشدة موجات الحر والجفاف في أجزاء من القارة، مما يجعلها أكثر عرضة للحرائق البرية.

أضف تعليق