الحوثيون: موظفو الأمم المتحدة المحتجزون سيحاكمون بتهم الارتباط بإسرائيل

عشرات موظفي الأمم المتحدة في اليمن مهددون بعقوبة الإعدام، والأمم المتحدة تقول إن 59 على الأقل من موظفيها رهن الاحتجاز

نُشر في 31 أكتوبر 2025

أعلنت السلطات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي أنها ستعرض عشرات الموظفين المحتجزين لدى الأمم المتحدة للمحاكمة بتهم التجسّس لصالح إسرائيل أو بالضلوع في هجوم جوي إسرائيلي أودى بحياة رئيس الحكومة، بحسب تصريحات رسمية.

قال عبدالوهاب أبو راس، وزير الخارجية بالإنابة، لوكالة رويترز إن هناك خلية داخل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يُزعم أنها شاركت مباشرة في استهداف الحكومة. وأضاف أن الأجهزة الأمنية تتصرّف “تحت إشراف قضائي كامل” وأن النيابات العامة تُطلع على التطورات “خطوة بخطوة”، متوقعاً أن تؤدي الإجراءات إلى “محاكمات وإصدار أحكام قضائية”.

من جهتها، نفت الأمم المتحدة مراراً مزاعم الحوثيين، لكنها قالت يوم الجمعة إن 36 موظفاً من طاقمها اعتُقلوا مباشرة بعد الضربة الإسرائيلية، وإن العدد الإجمالي للعاملين المحتجزين لدى الجماعة يصل إلى 59 على الأقل.

في تصريح منفصل لوكالة د ب أ، قال نصرالدين عامر، قيادي حوثي بارز، إن العاملين المحتجزين سيُحاكمون بتهم التجسس لصالح إسرائيل، مشيراً إلى أن “الجهة القضائية ستحدد عقوبة من تُدان بتهمة التجسس وفقاً للقانون اليمني”. وأضاف أن هذا قانون معمول به منذ عهود سابقة، ولم تضعه الحركة مؤخراً.

المدعى عليهم من موظفي الأمم المتحدة هم يمنيون، وبالتالي قد يواجهون عقوبة الإعدام بموجب القوانين الوطنية.

المحاكمة ليست ضد المنظمات الإنسانية

لا يزال مئات العاملين في منظومة الأمم المتحدة، من بينهم عدد محدود من الأجانب، يعملون في أجزاء من اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وفقاً لفراهن حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة. وفي مطلع الأسبوع اقتحمت قوات أمن الحوثي عدة مكاتب للأمم المتحدة في صنعاء، وقالت المنظمة إنها تعمل في ظروف متزايدة الصعوبة تعيق قدرتها على تقديم المساعدة لمن هم بأمسّ الحاجة إليها.

يقرأ  خطة من عشرة بنود لإسرائيلالصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

قال عامر لوكالة د ب أ: “المحاكمة ليست ضد المنظمات، بل ضد من استغلّ العمل الإنساني ليمارس التجسس ضد وطننا وشعبنا”. وأكد أبو راس أن الحوثيين يدعمون تقديم المساعدات الإنسانية وسيسهلون عمل “المنظمات الملتزمة بمبادئ العمل الإنساني”، متعهداً بتقديم التسهيلات لأولئك المعتَمَدين على هذه المبادئ.

لم يصدر تعليق فوري من برنامج الأغذية العالمي.

خلفية الصراع والتصعيد

منذ إطلاق إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، استهدفت جماعة الحوثي سفناً في البحر الأحمر ونفّذت هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ ضد أهداف إسرائيلية، قائلة إنها تتضامن مع الفلسطينيين في غزة. وردّت إسرائيل بشن ضربات متكررة على اليمن، مستهدفة بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مبانٍ سكنية والمطار الدولي الرئيسي، ما أسفر عن مئات القتلى في موجات متفرقة.

في الشهر الماضي تسببت ضربات إسرائيلية على صنعاء ومحافظة الجوف الشمالية في مقتل عشرات الأشخاص، من بينهم صحفيون وأطفال، في تصعيد جديد أضاف مزيداً من التعقيد للأوضاع الإنسانية والآثار الأمنية في البلاد.

أضف تعليق