ترامب يدرج نيجيريا على قائمة المراقبة بعد مزاعم عنف استهدف المسيحيين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن نيجيريا ستُدرَج على قائمة رصد حرية الدين، مستنداً إلى مزاعم غامضة بأن مسيحيي البلاد يُذبحون على يد مسلمين. وجاء الإعلان في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة به، حيث قال إن نيجيريا ستضاف إلى تصنيف وزارة الخارجية المعنون بـ «دول تثير قلقاً خاصاً» بشأن الحرية الدينية.

تتضمن هذه الخطوة تفرداً في الإجراء؛ إذ اعتاد التصنيف أن يصدر بعد توصية لجنة أمريكية مستقلة معنية بالحرية الدينية الدولية وخبراء داخل وزارة الخارجية. ونفى المسؤولون النيجيريون مراراً الادعاءات القائلة بوجود حملات إبادة ممنهجة ضد المسيحيين، بينما حذر معارضون من أن إدراج نيجيريا في قائمة «الدول التي تثير قلقاً خاصاً» قد يمهد لفرض عقوبات مستقبلية.

أشار ترمب في منشوره إلى أنه طلب من لجنة الاعتمادات في مجلس النواب وعنصرين من النواب الجمهوريين، هما رايلي مور وتوم كول، «التحقيق الفوري في المسألة». وقد كرر نواب يمينيون متشددون السرد نفسه، الذي يصور الخلافات المتصاعدة أحياناً والعنيفة أحياناً أخرى في نيجيريا على أنها هجمات إسلامية متطرفة تستهدف المسيحيين.

غير أن خبراء يحذرون من بساطة هذا التأطير. العنف في نيجيريا له أبعاد متعددة: انتشار جماعة بوكو حرام التي أوقعت دماراً ونزوحاً لا يزال مستمراً منذ أكثر من عقد، ونزاعات على موارد مثل المياه والأراضي بين مزارعين في الغالب من المسيحيين ورعاة في الغالب من المسلمين، إلى جانب عوامل سياسية واقتصادية محلية معقدة. وتؤكد أن هذه الخلافات لا تُفسَّر بسهولة على أساس طائفي صرف.

بعد إعلان الجمعة، رحب النائب مور بالقرار قائلاً إنه يدافع عن هذا التصنيف منذ خطابه الأول في قاعة المجلس، مؤكداً عزمه على ضمان أن تحظى نيجيريا بالاهتمام الدولي والضغط والمساءلة اللازمة. وبدوره أشاد السيناتور تيد كروز من تكساس بالقرار، مؤكداً أنه عمل طويلاً لمواجهة «مذابح واضطهاد» المسيحيين في نيجيريا.

يقرأ  بعد ٦١ عامًا...تبرئة امرأة كورية جنوبية بعدما قطعت لسان مُعتدٍ عليها

تُعد هذه التحركات جزءاً من سياسة أوسع يسعى من خلالها ترمب إلى تعزيز قواعده بين اليمين المسيحي في الولايات المتحدة. ففي وقت سابق أعلن إقامته لفرقة عمل لمكافحة ما وصفه بالتحيّز ضد المسيحيين في الجهات الاتحادية، وصدر لاحقاً تذكير إداري يسمح لموظفي الحكومة بممارسة أنشطة تبشيرية في أماكن العمل.

في المقابل، تعرضت إدارة ترمب لانتقادات متزايدة بسبب سياساتها تجاه اللاجئين: فقد أعلن الأربعاء عن سقف تاريخي منخفض لقبول اللاجئين في السنة المالية 2026 بحدّ أقصى 7,500 شخص، مع توضيح أن غالبية الحصص ستُخصَّص «أساساً للأفريكانرز من جنوب أفريقيا» و«ضحايا تمييز غير قانوني أو جائر آخرين». وانتقد محلّلون هذا التبرير مشيرين إلى أن صفة اللاجئ تُمنح بسبب الخوف من اضطهاد منهجي، لا لمظاهر التمييز الفردي أو غير المنهجي.

تواصل إدارة ترمب أيضاً تصعيد اللهجة الدبلوماسية مع جنوب أفريقيا، مستندة إلى مزاعم غير مدعومة على نطاق واسع بأن الأفريكانرز البيض يتعرضون «لانقلاب إبادي»، وهي رواية يروج لها كثير من مناصري اليمين المتطرف. في المقابل يؤكد المراقبون أن حلّ ازمات نيجيريا ومشكلات اللاجئين يتطلّب فهماً أعمق للتعقيدات المحلية وإجراءات دبلوماسية متأنية بدل الخطوات الأحادية التي قد تفاقم التوترات.

أضف تعليق