انطلق في رحلة عبر العوالم المسحورة لأورسولا ك. لو جوين

لندن — كيف يولد أي عمل أدبي عظيم من رواية أو قصيدة؟ هذا السؤال لا يفقد سحره أبداً. هنري جيمس سبَق روايته الكبرى عام 1916 «السفراء» بكتابة حبكة بالغة التعقيد، عملاً يكاد يكون بقدر كثافة الرواية النهائية نفسها. أما الشاعر و.ب. ييتس فكانت الحال مختلفة تماماً: المسودة الأولى للقصيدة الافتتاحية في سلسلة عظيمة اسمها «البرج» كانت بعيدة كل البعد عن نتاجها النهائي لدرجة أنك لما تراه لا يمكن أن تخمن إلى أين ستذهب. ومع ذلك، وصل في النهاية.

وماذا عن أورسولا ك. لي جوين، الروائية الأمريكية التي احتلت أعمالها مساحات مثيرة على امتداد الخيال والخيال العلمي؟ كيف بدأت في تجسيد عوالمها المتعددة؟ يعرض ذلك معرض جديد في مبنى مدرسة العمارة في لندن — مبنى جورجي يطل على الميدان الوحيد المتكامل من القرن الثامن عشر في المدينة — من خلال عرض بعنوان «الكلمة للعالم». يتكوّن العرض من لافتات رقيقة معلّقة من السقف، كلها سينياتايبات زرقاء عليها خرائط مطبوعة باللون الأبيض؛ والملاحة في فضاء المعرض تتطلب التحايل والانحناء بين الشُعب.

نعم، كانت لي غوين صانعة خرائط. هكذا وجدت طريقها إلى عوالمها المختلقة. بعد أن رسمت خرائطها، استقرت عليها ذهنياً وتجولت داخلها بخيالها. إذا ركزنا على خرائط المعرض نفسها نبدأ في فك شيفرتها. خذ مثلاً «إرثسيا» — منظر جوي لأرخبيل عظيم، جزر كبرى مجتمعة في كتلة مركزية، وجزر أخرى تتناثر في جميع اتجاهات البوصلة. التفحص الدقيق لتفاصيل الخريطة اليدوية يكشف عن كثرة التسميات: هافنور، بحر أوسكيل، البحر الأعمق، جبال، مجموعة صغيرة من الجزر تُعرف مجتمعة باسم التوريكلز. كانت هذه هي بوابتها إلى العالم الخيالي الذي ستتبلور منه ثلاثية مشهورة. كيف ساعدها ذلك؟ كيف أضاء لها الطريق وهي تستحضر عالماً لم يوجد من قبل؟

يقرأ  الهوس بشراب السعال في الهند

الخريطة نُشرت في الطبعة الأولى من «ساحر إرثسيا» (1968). وبعد سنوات شرحت في مقدمة مجموع كتب إرثسيا:

«أول شيء فعلته هو أن جلست ورسمت خريطة. رأيت وأطلقت أسماء إرثسيا وكل جزرها. لم أكن أعرف عنها إلا القليل، لكنني كنت أعرف أسمائها. في الاسم تكمن السحر.»

كان التسمية هي المفتاح — أشعلت الشرارة. مكنتها من «الإبحار مع [الساحر] جيد من جونت … إلى رايك، والجزر التسعون، وأوسكيل، وحتى أبعد في الشرق من أستوول …».

يستمر معرض «الكلمة للعالم: خرائط أورسولا ك. ليغوين» في مدرسة العمارة (36 بيدفورد سكوير، لندن) حتى السادس من ديسمبر. أعدت المعرض سارة شين وصُمم بواسطة Standard Deviation، مع القيم الاستشارية ثيو داونز-لي غوين ومؤسسة أورسولا ك. ليغوين.

أضف تعليق