إسرائيل تحجب معظم المساعدات عن غزة بينما يواصل الجيش شن هجمات جديدة

مكتب الإعلام الحكومي في غزة: دخول 24% فقط من المساعدات المتفق عليها منذ سريان الهدنة

تؤكد سلطات غزة أن اسرائيل سمحت فقط بكمية ضئيلة من شحنات المساعدات الإنسانية والتجارية التي رُفِعت عليها كشرط في إطار اتفاق الهدنة بوساطة الولايات المتحدة، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ الشهر الماضي.

قال مكتب الإعلام الحكومي في بيان يوم السبت إن 3,203 شاحنات تجارية وإنسانية أدخلت إلى قطاع غزة في الفترة بين 10 و31 تشرين الأول/أكتوبر، بمعدل وسطي يومي يبلغ 145 شاحنة — أي ما يعادل نحو 24% فقط من الهدف المتفق عليه البالغ 600 شاحنة يوميًّا.

وذكر البيان: «ندين بشدة عرقلة الاحتلال الإسرائيلي لشحنات الإغاثة والتجارة، ونحمّله المسؤولية الكاملة عن تفاقم الوضع الإنساني الذي يواجهه أكثر من 2.4 مليون نسمة في قطاع غزة».

ودعا البيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوساطاء الآخرين في اتفاق الهدنة إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية «دون قيود أو شروط». كما أشار إلى أن الزيادة في وتيرة وصول المساعدات منذ بدء الهدنة لا تزال غير كافية، وأن المواطنين في أنحاء القطاع يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والأدوية واللوازم الأساسية الأخرى.

وساهمت القيود الإسرائيلية أيضًا في تفاقم أزمة السكن، بعد أن تدمّرت منازل وأحياء بأكملها جرّاء قصف عسكري استمر على مدى عامين، ما ترك العديد من العائلات بلا مأوى.

من جانبها، نقلت المتحدثة باسم أمين عام الأمم المتحدة عن مكتب الشؤون الإنسانية أن عمليات جمع المساعدات كانت «محدودة» بسبب إعادة التوجيه التي أمرت بها السلطات الإسرائيلية. وقال فرحان حق للصحفيين إن القوافل تُجبر الآن على المرور عبر ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر ثم صعود الطريق الساحلي الضيّق، وهو طريق متضرّر ومكتظ بشكل كبير، ما يعيق توسيع عمليات التجميع والاستجابة.

يقرأ  هروب فتى من الفاشر وسط اتهاماتٍ بالتجسُّس

في الوقت نفسه، واصلت القوات الإسرائيلية تنفيذ ضربات عبر قطاع غزة، ما ينتهك بنود الهدنة بحسب تقارير متعددة. يوم السبت قصفت طائرات ومدفعية ودبابات إسرائيلية مناطق حول خان يونس في الجنوب، وهدمت قوات الجيش مبانٍ سكنية شرق مخيم جباليا في الشمال.

وأفاد شهود في خان يونس بوجود «قصف مستمر وكثيف وطائرات مسيرة تضرب ما تبقى من منازل زراعات ومزارع» وراء ما يسمّى بالخط الأصفر، حيث تتمركز قوات إسرائيلية. وأضاف مراسل الجزيرة طارق أبو عزوم أن الدفاع المدني في غزة أبلغه بأنه يواجه صعوبات في الوصول إلى مواقع قرب الخط الأصفر بسبب استمرار الغارات والطائرات المسيرة.

وأفادت وزارة الصحة في القطاع بأن الهجمات الإسرائيلية أسفرت منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ عن مقتل ما لا يقل عن 222 فلسطينيًا وإصابة 594 آخرين.

دافع قادة إسرائيليون عن استمرار الضربات العسكرية واتهموا حركة حماس بانتهاك الاتفاق لعدم إعادة كل جثث الأسرى الإسرائيليين القتلى من القطاع. من جهتها، قالت حماس إن جهود استرداد الجثث تعرقلت بسبب الدمار الواسع وصعوبة دخول الآليات الثقيلة والجرافات اللازمة للبحث.

وفي تطور منفصل، أفاد الصليب الأحمر الدولي يوم الجمعة بأنه سلّم إسرائيل رفات ثلاثة أشخاص حوّلها إليه مصدرها حركة حماس، إلا أن تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن السلطات أنها خلصت إلى أن الرفات لا تنسب لأي من 11 أسيرًا إسرائيليًا قضوا في القطاع ولا تزال هوياتهم قيد التحقق.

أضف تعليق