صحفية: صوفيا فوليانوفا — بي بي سي روسية
مُلخّص الحكاية
“مولِكول” — قرص يُعلن عنه على تيك توك بوصفه حلاً سريعاً لخسارة الوزن — تحول هذا العام إلى ظاهرة على حسابات الشباب الروسية، لكن ما بدا عليه عبوة أنيقة ولافتة يسفر عن مخاطر صحية جدّية.
انتشار سريع على تيك توك
امتلأت صفحات المراهقين بتسجيلات تحمل عبارات مثل: «خذ مولِكول وانسَ الطعام» أو «هل تودّ الجلوس في مؤخرة الصف بملابس واسعة؟» وظهرت لقطات لأثلاجات مليئة بصناديق زرقاء تحمل هولوجرامات وعلامة “Molecule Plus”. الطلبات تزايدت وسرعان ما أتاح ذلك لمستخدمي التيك توك مشاركة ما يسمّونها “رحلات خسارة الوزن”.
حكاية ماريا وتأثيرات جانبية خطرة
ماريا، 22 سنة، اشترت الحبوب من متجر إلكتروني شهير. تناولت حبتين يومياً، وبعد أسبوعين اشتكت من جفاف شديد في الفم وفقدان كامل للشهية: «لم يعد لدي رغبة مطلقاً في الأكل أو حتى في الشرب. أصبحت متوتّرة؛ كنت أعض شفتيّ وأقضم خدي باستمرار». ظهرت لديها أعراض قلق حادّ وأفكار سلبية، وتقول إن الحبوب أثَّرت بعمق على نفسيتها. الآن تدعو الشابات إلى تجنّبها، ووصلت لدرجة أن تواصلت مع أهل مراهقة لتنبيههم.
حالات طبية بين قاصرين
ذكرت تقارير محلية حالات استشفاء: تلميذة في تشيتا بس Siberia احتاجت رعاية طبية بعد جرعة زائدة، وأخرى نقلت إلى العناية المركزة بعد تناول عدة حبوب دفعة واحدة، وصبيّ عمره 13 عاماً من سانت بطرسبرغ دخل المستشفى إثر هلوسات ونوبات هلع بعد أن اشترى الحبوب بسبب سخرية زملائه من وزنه. الشبااب والمراهقون يواجهون آثاراً تشمل توسُّع حدقة العين، ارتعاشات، وأرق.
المكوّن الخفي المحظور
أجرت صحيفة إزفيستيا الروسية اختبارات على عيّنات مُشترية ووجدت احتواءها على مادة تُدعى سيبوترامين، وهي مادة استُخدمت قديماً كمضاد اكتئاب ومُثبِّط شهية، لكن الدراسات أظهرت أنها تزيد من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية مع أثر بسيط نسبياً على فقدان الوزن. السيبوترامين ممنوع في الولايات المتحدة منذ 2010، ومحظور كذلك في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين ودول أخرى. في روسيا يُسمَح باستخدامه كدواء بوصفة طبية للبالغين فقط، وبيعه أو شراؤه بدون وصفة جريمة جنائية، غير أن ذلك لم يمنع تداوله عبر الإنترنت بجرعات غالباً أعلى من المستحضرات المرخّصة.
سوق سوداء وأساليب التمويه
تُباع هذه الأقراص غير المسجّلة بتكلفة زهيدة — نحو 6 إلى 7 جنيهات استرلينية لإمداد عشرين يوماً — مقارنةً بحقن معروفة لخسارة الوزن مثل أوزمبيك التي تُقدَّر أسعارها في السوق الروسية بين 40 و160 جنيه استرليني للقلم الشهري. كثير من البائعين يعرضون المنتج تحت أسماء جديدة (مثل “Atom”) أو يصنّفونه كمكمّل غذائي أو تغذية رياضية لتفادي الحظر؛ وتُدرج بعض القوائم منتجات تبدو أنها müsli أو بسكويت أو حتى مصابيح، بهدف التمويه. منصات السوق أزالت بعض القوائم بعد بلاغات، لكن بائعي الجملة والأفراد يعيدون عرضه بأسماء وعبوات شبه مطابقة.
مصادر التصنيع غير واضحة
من الصعب التأكد مما تحتويه العلب أو مصدر تصنيعها: وجدت بي بي سي، مثلاً، قوائم تظهر شهادات إنتاج من مصانع في قوانغتشو وهينان بالصين، وآخرون يدّعون مصادر ألمانية، بينما تبين أن بعض العناوين الألمانية الواردة وهمية. باعة قازاخستانيين قالوا إنهم يشترون من أصدقاء أو مخازن في أستانا لكنّهم لا يعرفون المورد الأصلي.
تحذيرات طبية ومخاطر على المصابين باضطرابات الأكل
تقول اختصاصية الغدد الدرقية كسينيا سولوفييفا من سانت بطرسبرغ: «الاستخدام الذاتي لهذه المادة غير آمن إطلاقاً، لأننا لا نعرف كمية العنصر النشط في هذه “المكمّلات”؛ احتمال حدوث جرعة زائدة حقيقي وخطير». تُعدّ هذه الأقراص ضارة خصوصاً للشباب الذين يعانون أو هم على حافة الانتكاس من اضطرابات الأكل، حيث يمكن لمثبّت شهية متاح بسهولة أن يفاقم الحالة إلى حدّ خطير. مؤثرة روسية معروفة، آنا إينينا، اعترفت سابقاً بتجربتها مع حبوب غير مرخّصة وحذّرت متابعيها: «من مرّ بتجربة اضطراب الأكل… العواقب ستكون وخيمة. ستندمون أضعافاً».
الواقع المستمر
رغم التحذيرات والحالات التي أدت إلى العناية الطبية، يظل مولِكول شائعاً على الإنترنت، وكل فيديو يظهر على تيك توك لماريا يذكّرها بالحبوب التي أضرّت بها. الى أن تتشدد الرقابة وتتوفر بدائل آمنة ومراقبة، يظل القلق مستمراً حول تأثير هذه المنتجات على صحة الشباب.