مدريد تكرّم عيد الموتى المكسيكي بمذابح منتشرة في أرجاء المدينة

تقول سوزانا بلييغو، مديرة الشؤون الثقافية في كازا دي مكسيكو، إن يوم الموتى أقرب إلى أثر الثقافة الإسبانية من الهالووين، وذلك حين تشرح أهمية هذه العادة التي تكسب مزيداً من المتابعين في إسبانيا. وعلى عكس الهالووين، الذي يميل إلى أجواء كئيبة مبنية على بيع الحلويات والأشياء المخيفة، يجمع يوم الموتى بين التقاليد ما قبل الإسبانية في المكسيك والتقاليد الإسبانية للاحتفاء بالحياة وما بعدها.

وللسنة الثامنة على التوالي أقامت كازا دي مكسيكو في مدريد مذبحاً للموتى صمّمه لهذه الدورة المعماري والمصور غيليرمو غونزاليس.

«كاباريه الذكريات»، أكبر مذبح للموتى في أوروبا، مستلهم من الكاباريه المكسيكي في عقود القرن العشرين الأولى والمتأثر بقوة بالكاباريه الفرنسي والألماني. سعى غيليرمو غونزاليس إلى أن يؤسس مذبحه على روح الاحتفال بالموسيقى والرقص، عناصر تذكّر بحضور الأرواح السعيدة المستمرة في التألق في العالم الآخر.

المذبح لا يكرّم الراحلين فحسب، بل يذكّرنا أيضاً بأن الحياة، كأحسن أنواع الكاباريه، ينبغي أن تُعاش بالغناء والرقص والحب حتى النهاية.

يضم المذبح قطعاً بارزة وألواناً زاهية، مثل 12 «مؤدٍّ» بحجمٍ طبيعي، 62 كرة زجاجية، شمعدان مكوّن من هياكل عظمية أو عظام، شياطين صغيرة من الورق المقوّى، ورفّ يضم أكثر من ستين جمجة — تركيب طقسي ميزواميري كانت تُعرَض فيه جمجم المتضحّين تكريماً للآلهة.

تأخذنا الجولة التي تقترحها المؤسسة إلى المكسيك الصاخبة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، إلى مكان دافئ تحلّ فيه العادات، وعلى الطابق الأعلى يوجد المذبح التقليدي حيث يمكن للزوّار ترك رسالة في ذكرى أحبّائهم؛ تُحترَق هذه الملاحظات بعد انتهاء يوم الموتى ضمن طقس خاص.

ما بدأ تقليداً بين موظفي المؤسسة لإحضار جزء من الفلكلور المكسيكي إلى الجانب الآخر من المحيط، تحوّل إلى موعد محوري في الأجندة الثقافية السنوية في إسبانيا. يتزايد إقبال الجمهور على المذبح رغبةً في التعرف أكثر على الثقافة المكسيكية ونظرتها إلى الموت كمرحلة أخرى من الوجود. منذ 2003 اعترفت بها اليونسكو كتراث إنساني غير مادي.

يقرأ  بعد الاعتقالات الجماعية: ماذا ينتظر حركة «فلسطين أكشن» بعد قرار الحظر؟

زهرة القطيفة المكسيكية وطبقات المذبح السبعة

تمثل طبقات المذبح السبعة الطريق الذي يجب على روح المتوفى أن تسلكه للوصول الى الراحة الابدية، مجسِّدةً تطهيرها وحمايتها خلال الرحلة.

قد تختلف مكونات المذبح تبعاً للتقاليد، لكن عموماً توضع عبر الطبقات: القدّيس المكرّس للعبادة، الأرواح في المطهر، الملح للتطهير، خبز الموتى التقليدي، طعام المتوفى المفضّل، صورة الفقيد، وأخيراً صليب مصنوع من البذور أو من الجير.

لا يَخِفُّ عن المذبح عنصرٌ لا غنى عنه هو زهرة القطيفة ذات الألوان البرتقالية القوية ورائحتها المميزة، التي تُستخدم كدليل يُرشِد الراحلين في مسارهم.

يمكن زيارة مذبح كازا دي مكسيكو في مدريد حتى 9 نوفمبر، ويمكن حجز جولات إرشادية مدتها 25 دقيقة عبر موقع المؤسسة الإلكتروني.

أضف تعليق