انتهى إضراب شركة «إير كندا» باتفاق يجعل مضيفيها الجويين الأعلى أجرًا — متى ستستأنف الرحلات؟

نهاية الإضراب لدى مضيفي شركة «إير كندا» وسط تعافٍ بطئ في العمليات

توصلت شركة إير كندا والاتحاد الكندي للعاملين في القطاع العام (CUPE)، الذي يمثل نحو عشرة آلاف مضيف ومضيفة، إلى اتفاق مبدئي أنهى مسدّداً دام أربعة أيام. الاتفاق أنهى عملاً أعاق جزءًا كبيرًا من عمليات الناقلة وأثر على مئات الآلاف من المسافرين. من المتوقّع أن تستأنف بعض الخدمات اعتبارًا من اليوم، لكن استعادة كامل جدول الرحلات قد تستغرق حتى عشرة أيام.

اختراق في المفاوضات

في وقت متأخر من ليلة الإثنين، أسفرت محادثات توسطت فيها جهات خارجية عن اتفاق مبدئي عالج إحدى المطالب الأساسية للاتحاد: التعويض عن وقت العمل على الأرض—أي الأعمال التي تُنجز قبل الإقلاع وبعد الهبوط والتي كانت تُعامل تاريخيًا كعمل غير مدفوع الأجر. وصف الاتحاد هذا التغيير بأنه «تغيير جذري» وصرّح بأن «العمل غير المدفوع انتهى». اعلنت النقابة أن هذا الإنجاز سيحسّن ظروف العاملين بصورة ملموسة.

النهاية لا تعني زوال الاضطراب فورًا

أكّدت شركة إير كندا أن الرحلات ستبدأ بالاستئناف مساء الثلاثاء، لكنها حذّرت من أن الاستعادة الكاملة للخدمة ستستغرق ما بين سبعة إلى عشرة أيام. وحثّت الشركة الركاب على التحلي بالصبر، مطمئنةً بأنها ستقدّم استردادات أو أرصدة أو خيارات إعادة حجز للمتضررين.

خلفية النزاع حول أجر العمل على الأرض

انطلق الإضراب في 16 أغسطس نتيجة نزاع طويل الأمد حول تعويض المضيفين عن واجباتهم على الأرض—من عملية صعود الركاب وتجهيز المقصورة إلى الانتظار على المدرج. جادلت النقابة بأن هذا العمل غير المدفوع قد يصل إلى نحو 35 ساعة شهريًا، ما يدفع الأجر الفعلي إلى ما دون الحد الأدنى المعياري للأجور. عرضت إير كندا زيادة كبيرة في التعويض تتراوح بين 38% و40% على مدى أربع سنوات، قائلةً إن ذلك سيجعل مضيفيها من بين الأعلى أجرًا في البلاد، لكن الاتحاد رفض العرض باعتباره غير كافٍ ومقوّم بأرقام لا تواكب التضخم.

يقرأ  إسرائيل تنقل ١٠٠٬٠٠٠ خيمةإلى جنوب غزة في خضم تقدمها نحو مدينة غزة

تدخل حكومي وتوتّر قانوني

استندت الحكومة الفدرالية إلى تأثير الاضطراب على شبكات النقل الحيوية واستندت إلى البند 107 من قانون العمل الكندي، فيما اعتبرت هيئة العلاقات الصناعية الكندية الإضراب غير قانوني وأصدرت أوامر بالعودة إلى العمل. تحدّت CUPE هذه الأوامر وأبقت على موقفها التفاوضي. باشرت وزيرة الوظائف باتي هاجدو عملية تحكيم وفتحت تحقيقًا في مزاعم العمل غير المدفوع، بينما بدا قادة الاتحاد مستعدّين لتحمّل تبعات قانونية بدلاً من التنازل عن مطالبهم.

الركاب في قلب الأزمة

في ذروتها، أثر الإضراب على نحو 130 ألف راكب يوميًا وأسفر عن آلاف إلغاءات الرحلات المحلية والدولية. أوقفت إير كندا توقعاتها المالية الفصلية والسنوية بسبب الفوضى التشغيلية المتصاعدة. عُرض على الركاب خيارات الاسترداد أو إعادة الحجز، لكن ذروة موسم الصيف قلّصت بشدة البدائل المتاحة؛ إذ اضطر بعض المسافرين المتجهين إلى المملكة المتحدة إلى دفع مبالغ تضاعفت مقارنة بتذاكرهم الأصلية، مع تحمّل مسارات معقّدة وتعقيدات لوجستية.

ما الذي سيحدث الآن؟

سيعرض الاتحاد الاتفاق المبدئي على أعضائه للتصويت على التصديق عليه. وفي غضون ذلك، تواجه إير كندا مهمة عسيرة لإعادة الرحلات والثقة إلى السماء. ترى الشركة أن بعض الاضطرابات قد تستمر لما يصل إلى عشرة أيام، ثم ستبدأ العمليات بالعودة إلى وضعها الطبيعي تدريجيًا. ان التركيز الآن منصب على التنفيذ السريع للتسوية واستعادة الجدولة وخدمة المسافرين المتضرّرين.