في ظلال أطفال غروز ذوي العيون الغزلانية

ملاحظة المحرر: تحتوي القصة التالية إشارات إلى مواد تتعلق بالاعتداء الجنسي. للوصول إلى الخطّ الساخن الوطني لمكافحة الاعتداء الجنسي اتصلوا بالرقم 1-800-656-HOPE (4673) أو زوروا online.rainn.org.

في باريس، يكسو قوس قرب Grand Palais إعلانات معارض آرت بازل المعاصرة، بينما يبدو Petit Palais المقابل وكأنه انعكاس تاريخي له، محتفياً بمجموعته من فن القرن التاسع عشر. بمناسبة مرور ثلاث مئة سنة على ولادة جان-بابتيست غروز، اختار المتحف عرضاً استعراضياً لتصويراته للحياة الفرنسية في القرن الثامن عشر من خلال عدسة الطفولة، مدعياً أن الغروز، رغم نسيانه اليوم، كان في زمانه ذا شعبية جارفة على صالونات الفن ومطلوباً لدى رعاة أثرياء، ويصفونه بأنه «من أكثر الشخصيات جرأة في القرن الثامن عشر».

عند العبور من عرض يمثل ذائقة اليوم إلى آخر يحتفي بما كان رائجاً سابقاً، تكتشف أن «العمومية» آنذاك تعني براعة تقنية مصحوبة بعاطفة مفرطة ووعظ أخلاقي؛ نساء وأطفال بعيون تطرحُ إلى الأعلى في حالة زهاءٍ مفرطة. يجادل القيمون على المعرض — أنيك ليموين، يوريكو جاكال، وميكائيل زانتو — بأن لوحات غروز التي تُظهِر أسرًا تخوض طقوس المجتمع: قراءة الإنجيل، دروس المدرسة، الشهادة على الموت، ليست مجرد سِينيات عاطفية بل قراءات حادة للتجربة النفسية. لكن كلمة «حادّة» هنا حاسمة: الأعمال تذكّر بالمشاهد المنزلية التي رسمها ويليام هوغارث في إنجلترا قبل عقود، والتي استخدمت السخرية اللاذعة لانتقاد الأعراف الاجتماعية؛ في معرض غروز لا نجد نقداً لاذعاً بهذا القدر، بل رخاوة مؤثرة وحنان بصري في المعالجة والاختيار الموضوعي، غالبًا شخصيات ذات عيون واسعة تكاد تستحضر صورة البراءة المستكينة.

الانطباع الأول من المعرض هو سيل من صور الأطفال ممسِكين كلاباً أو يقرؤون بحزن أو يلتفتون بابتسامة بريئة، عيونهم الرطبة تلتفت إلينا. أما الوعظ الأخلاقي الحقيقي فيبرز في المشاهد المنزلية: أعمال مثل «الصمت!» (1759)، حيث تعتني امرأة بأطفالها الثلاثة، أو «قراءة الإنجيل» (1755) التي تضم عائلة فلاحية بأطفال تشتت انتباههم، وتمتد الأقسام لاحقاً لتناقش موضوعات مثل علاقة الأب بابنه. يتضمن المعرض أيضاً لوحات تاريخية رومانية غامضة كـ «سِبتوس سيفيروس يوبّخ ابنه كاراكلا» (1767–69) ودراسة لـ«كاراكلا» (1767). الإحساس أن المادة الطفولية المباشرة كانت قليلة نسبياً واضح، وكان من الأفضل لو ركّز العرض على موضوع الأُسرة أوسع نطاقاً — فالطفولةا هنا تُستخدم كذريعة أكثر من كونها موضوعاً مركزياً واضحاً.

يقرأ  انهيار أرضي في السودان يودي بحياة ما لا يقل عن ألف شخص، بحسب مجموعة متمردة

ويبلغ قرار التركيز على الطفولة حدّ الإشكالية في خاتمة العرض الغريبة: سلسلة من الأعمال التي تتناول براءة مدلَّلة، ومغزى فقدان العذرية بصورة صريحة. نرى فتيات قبل سن البلوغ يتأوهِن فوق طائر ميت («الطائر الميت»، 1800) أو يبكين عليه («فتاة صغيرة مع طائر ميت»، 1763) كرمز لفقدان البراءة. و«الإناء المكسور» (1771–72)، حيث تبدو فتاة مكشوفة الملابس ومبعثرة تنظر شاردَة بعد تجربة غير سارة، يعالج الموضوع بصراحة أكبر. يكتب القيمون أن غروز كان الأول الذي ربط فقدان العذرية بمفهوم الصدمة. قد يكون هذا صحيحاً، لكن إطاره البيضاوي الضخم وصياغته الجذابة للمشهد المُهترئ — كأن لا بدّ أن تبدو الضحية خلابة حتى في حالتها — تبدو وكأنها تلمّع الحدث الأَلمَوي وتروّج لتجسيدٍ رومانسي لتجربة قاسية. إذا أضفنا شعبيته المعاصرة التي حرص المعرض على إبرازها، تصبح هذه التصويرات من بين أكثر العناصر دلالة في العرض: ما تكشفه ليس فقط عن فن غروز، بل عن نظرة المجتمع في زمانه إلى الطفولة والبراءة والجنس.

يستمر معرض «جان-بابتيست غروز: الطفولة المضيئة» في Petit Palais بباريس حتى 25 يناير 2026. أقامه القيمون: أنيك ليموين، يوريكو جاكال، وميكائيل زانتو.

أضف تعليق