المرحاض الذهبي لماوريتسيو كاتيلان — قد يصبح ملكك قريبًا

بعد مرور عام واحد تمامًا على بيع «الموزة» الملصوقة بشريط لاصق والَّتي أثارت ذهول العالم حين تبناها الملياردير الصيني المتخصص في العملات الرقمية جاستن صن مقابل 6.2 ملليون دولار، يعود ماوريتسيو كاتّلان ليحيك استفزازه الفني مجددًا.

العمل الجديد — مرحاض عملي مطلي بالذهب عيار 18 قيراطًا يحمل عنوان «أمريكا» (2016) — يتصدّر مزاد «The Now and Contemporary» لدى سوذبيز مساء 18 نوفمبر، مع توقعات مبدئية لبدء العطاءات بنحو 10.2 مليون دولار، لا لشيء سوى أن القطعة تزن أكثر من 223 رطلاً (101.2 كغم).

تحتفل دار المزاد بعرضها الأول في مقرها الجديد بمبنى بروير في مانهاتن يوم 8 نوفمبر بعرض تمهيدي لـ«أمريكا» داخل إحدى دورات المياه هناك. ولو أن المرحاض معدّ للاستخدام فعليًا، فالعرض سيكون عبر مواعيد مشاهدة فردية حتى 17 نوفمبر، مع منع صارم لأي استخدام فعلي للمنفعة المطلوبة منه هذه المرة.

الإصدار الأول من العمل رُكّب في مرحاض متحف غوغنهايم في مانهاتن، حيث اصطف الزوّار لساعات كي يجربوا الجلوس فيه مثل أي مرحاض آخر — مع بعض القيود الأمنية والصيانة. ومع تولّي دونالد ترامب الرئاسة للمرة الأولى، تحوّل التمثال الذهبي المتكلّف إلى هدف للسخرية والانتقادات من كل حدب وصوب: من تغطية العمل بخيوط الصوف إلى عروض الاقتراح التي قد تبدو مفارقة، كعرض نانسي سبيكتور، رئيسة المعرض حينها، إعارته للعائلة الرئاسية بدلًا من لوحة لفنسنت فان غوخ.

في 2019 سرق النسخة الأصلية من قصر بلينهايم في أوكسفوردشاير أثناء إعارتها لعرض منفرد لأعمال كاتّلان؛ لم يُعثر على المرحاض الأصلي أبدًا، رغم أن محكمة قضت هذا العام بسجن رجلين لصلتهما بالسرقة.

اليوم يعود الإصدار الثاني من «أمريكا» متزامنًا مع ما يوصف بفترة ثانية لترامب ليوقظ الجدل من جديد: كاتّلان لا يكتفي بإسداء استفزاز بل يسأل عن الكيفية التي يمنح البشر بها الأشياء والأفكار قيمة، ويقدّم نقدًا لاهتمامات سوق الفن الأوسع — كل ذلك في وقت تُهدَّد فيه حياة حوالى أربعين مليون أمريكي بانعدام أمن غذائي حاد نتيجة إغلاق الحكومة المستمر.

يقرأ  ناشط يحذّر: إهمال المجتمعات البدوية في إسرائيل قد يؤدي إلى كارثة

قد تكون نانسي سبيكتور محقة حين عرضت المرحاض على دونالد وملانيا بدل لوحة فان غوخ؛ فليس ثمة مكان أنسب له من البهو الفاخر الذي التهم الجناح الشرقي للبيت الأبيض.

أضف تعليق