جَبَلُ رُوشْمُور لَيْسَ نَصْبًا تَذْكَارِيًّا لِي

أجلس أمام حاسوبي في الثالث من يوليو 2020، والبث المباشر على فيسبوك يشغل الشاشة. تمر السيارات مسرعة أمام الكاميرا، بعض السائقين يطلقون أبواقهم، وبعضهم يصرخ بإهانات وإيماءات وقحة. رغم أنني في أمان منزلي في رابيد سيتي، داكوتا الجنوبية، تقترب مشاعري من السطح — قلق على اقاربنا وذات وقت شعور عميق بالعدالة. أرى عبارة «استعادة الأرض» مرسومة على الأعلام والأوشحة وعتاد الميليشيات. أنتظر بترقّبٍ مشوب بالفخر لأرى ما سيقوم به أناس العشيرة؛ هم بعملهم يبيّنون صلتنا بهذا المكان من خلال فعلهم.

كان الاعتراض تحركًا جماعيًا قادته مجموعات أوشِيتِي شاكاوين من أجل تعطيل تجمع دونالد ترامب الرئاسي عند جبل راشمور، الذي عقد قبل احتفالات الرابع من يوليو بيوم واحد. تطورت الوقفة وعرقلة الطريق مع تصاعد الوجود الأمني والشرطة، وانتهت في النهاية باعتقالات متعددة: اعتقل مكتب شريف مقاطعة بننغتون عشرين بالغًا وقاصرًا واحدًا، معظهم من مواطني القبائل، ومن بينهم المنظم الأوغالا لاكوتا نيك تيلسن. تلك الطاقة هي التي أرحب بها: تعطيلٌ مستمرّ للمؤسسات الاستيطانية وانتقادات موجّهة إلى النصب نفسه.

تذكّر هذه الوقفة احتجاجات مماثلة في أوائل السبعينيات، حين خيّم الأقارب عند قاعدة النصب وسكبوا الطلاء على الوجوه وطالبوا بإعادة رعاية التلال السوداء إلى أوشِيتِي شاكاوين — مجتمعات لاكوتا وداكوتا وناكوتا. نداء «إعادة الأرض» ظل ثابتًا منذ أن أُذن بتشييد النصب على وجه تَخُونكاشيلا شاكبي، أو «ستة الأجداد»، في مارس 1925، بعد عام واحد من إجبار الحكومة الفدرالية للأمم القبلية على المواطنة الأمريكية عبر قانون المواطنة 1924 وبنحو خمسين سنة بعد مصادرة الأرض من عدة أمم ضمن التسمية الجامعة «السايوكس». صُمّم النصب على مدى أربعة عشر عامًا من قبل النحات غوتزون بورغلوم وكان مسمّى على محامٍ من نيويورك الذي أمّن الأرض لشركة هارني بيك للتعدين. لقرن كامل، انقطع رابطنا العميق بالتلال السوداء بسبب هذا المشهد البغيض وبسبب أفواج الزوار الجاهلين أو الجهلة الذين يأتون إلى مكان نعتبره قريبي، جدي وجدتي في آنٍ واحد.

يقرأ  «أضواء الشمال» — نحو جغرافيا جديدة للفن

أي تكريم للحكومة الأمريكية على أرضنا هو شوكة في خاصرتنا. لقد واجهنا سياسات الاندماج لفترة أطول بكثير، لكن هذا القرن شهد دورات مقاومة، وخطابًا يحول الأطر، وفعلًا مباشراً متحديًا يخلق إحساسًا بالاستمرارية والاصرار.

عندما يأتي أفراد العائلة أو الأصدقاء لزيارتنا ويطلبون رؤية جبل راشمور، أستجيب متردداً أنني سأمرّ بسيارتهم عند المدخل. تبدو الزيارة أشبه بطقس مرور؛ هنا أربعة وجوه تمثل الاضطهاد والعنف، وفي الوقت نفسه مرونة شعوبنا. إن لم تزر النصب، قد يملأ الزوار أذنك بحكايات تافهة — وصفة آيس كريم توماس جيفرسون أو نظام الإضاءة الذي يبرز الوجوه ليلاً.

لكن في زيارتي الأخيرة عام 2022 شعرت كأنني على موقع تصوير لفيلم رعب، مع زومبيات وطنية تخرج من أشجار الصنوبر. دائماً أشجع الركاب على إشارة استهجان تجاه النصب؛ أذكرهم بمن نجونا منه: مدمّر المدن جورج واشنطن، المالك المستعبد توماس جيفرسون، العنصري ثيودور روزفلت، وإبراهام لنكولن الذي أصدر أوامر بإعدام الـ «داكوتا 38 + 2». رغم أن هذا التمجيد لمؤسسات العنف الاستيطاني مُصمم ليزرع الرعب فيّ، فإنه يفشل — جذورنا في التلال السوداء تبقى عزاءً يتجاوز مساعي الطمس.

النصب ليس خالٍ من التعقيد. هناك من أقارب أوشِيتِي شاكاوين ينظمون عروضًا منتظمة في الموقع، رقصًا وغناءً، خلال ذروة الموسم السياحي في داكوتا الجنوبية. يعمل آخرون ضمن مواقع الخدمة الوطنية للمتنزهات الإقليمية ويحافظون على علاقات مع إدارة جبل راشمور ليضمنوا إدماج السردية الأصلية، ولو بشكل هامشي. وفي مقابل ذلك يكتنف النصب وجود سياسيين مثل الحاكمة السابقة لكارولاينا الجنوبية كريستي نويم، التي شغلت منصبًا سياسيًا فاقم من خوف أقاربنا السود والبُنيين عبر البلاد بينما تستضيف بطرافة احتفالات التجنيس في الموقع.

لو دُمّر جبل راشمور واندثر من الذاكرة، فإن شعوب القبائل ستستمر بلا اكتراث حيال هذه النقطة العابرة في التاريخ. التلال السوداء هي وِيزِيبَانَـنَا؛ مستودع حيوي يحوي مواقع ذات أهمية علاقية. هنا نصلي، هنا نروي القصص، هنا نبني الذكريات على الأرض. حين نمر بجانب النصب تتدرب أعيننا على رؤية الوجوه الأربع المقيتة للعنف الاستيطاني. لكني أرى دائمًا تَخُونكَشِيلا شاكْبِي وكل الأقارب غير البشريين الذين سيستمرون في الوجود في الإقليم ما بعد التفوق الأبيض. سيواصل شعب أوشِيتِي شاكاوين المرور بجانب النصب سواء احتفل أو لم يحتفل، وأتصوّر بعد مئة سنة أن السؤال سيكون: «راشمور، من ذا؟»

يقرأ  لوحة لي أوفانمحور تحقيق رشاوى في كوريا الجنوبية

أضف تعليق