كيمبرلي‑كلارك تضخ 40 مليار دولار للاستحواذ على كينفيو في صفقة ضخمة أربكت بعض المستثمرين، إذ تواجه الشركة المصنّعة لدواء تايلنول مبيعات ضعيفة ودعاوى قانونية وهجمات من البيت الأبيض تربط مسكّن الألم هذا بالتوحد.
أسهم كيمبرلي‑كلارك هبطت sharply بعد الإعلان يوم الإثنين، فيما فحص المساهمون هامش الـ46 في المئة الذي دُفِع مقابل وحدة جونسون آند جونسون السابقة، والتي شهدت عاماً متقلباً.
قصص موصى بها
أطاح كينفيو بمديره التنفيذي في يوليو، وكان تحت نيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب مزاعم غير مثبتة تفيد بأن استخدام تايلينول أثناء الحمل قد يسبب التوحد لدى الأطفال.
أسهم كينفيو، التي تراجعت بقوة بعد تصريحات ترامب، قفزت 17.5 في المئة يوم الإثنين. العديد من المستثمرين كانوا ينتظرون بيع الشركة كلياً أو بيع أجزاء منها منذ أشهر، بعد ضغوط من نشطاء المستثمرين.
جاي وودز، كبير استراتيجيّي السوق في فريدم كابيتال ماركتس، قال إن رد فعل السوق يوحي بأن بعض المستثمرين يعتقدون أن كيمبرلي‑كلارك «قد تشتري بضائع تالفة».
رغم هذه المخاوف، توقعت كيمبرلي‑كلارك توفير 2.1 مليار دولار سنوياً من التكاليف نتيجة الصفقة، مع توقع أن تضيف مجموعة علامات كينفيو الواسعة—من غسول الفم ليسترين إلى أسماء العناية بالبشرة مثل أفينو ونيوتروجينا—عائدات سنوية تقارب 32 مليار دولار للشركة المندمجة.
«المنتجان يتجاوران على رفوف المتاجر، لذا منطق الحجم والتوزيع منطقي حتى لو ظل عبء تايلينول ظلّاً يفضّل أي مشترٍ تجنّبه»، قالت كيمبرلي فورست، الرئيسة الاستثمارية في بوكه كابيتال بارتنرز.
صداع تايلينول
«كيمبرلي‑كلارك ستتحمّل مخاطر تقاضي محتملة لعلامة تايلنول… وهذا يصعب تقديره» قال روبرت موسكو، محلل في تي دي كاوين.
هناك مخاوف بشأن التعرض القانوني المحتمل لكينفيو لمئات الدعاوى الخاصة التي تزعم أن الشركة أخفت روابط مزعومة بين تايلينول والتوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال.
بينما قال وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي روبرت ف. كينيدي الابن مؤخراً إنه لا دليل قاطع على وجود مثل هذا الارتباط، وصف البيانات المتاحة بأنها «موحية للغاية».
مبيعات تايلينول بالولايات المتحدة تراجعَت بنسبة 11 في المئة بين 20 سبتمبر و4 أكتوبر بعد تصريحات ترامب، حسبما قال نافان تاي محلل بنك بي إن بي باريبا في مذكرة الشهر الماضي.
كينفيو أيضاً تقاتل دعاوى متصلة بمنتجات بودرة الأطفال المحتوية على التلك.
«معظم المستثمرين توقعوا أن تبيع كينفيو علامات مختارة وليس الشركة بأكملها، نظراً لعبء تايلينول والتلك. لكن كيمبرلي‑كلارك ربما رأت قيمة طويلة الأمد في محفظة علامات قوية تتداول بخصم حاد»، قال جيمس هارلو، نائب الرئيس الأول في نوفار كابيتال مانجمنت.
«صفقة رائعة» لكينفو
مستثمرو كينفيو هللوا للصفقة.
أحد المستثمرين طويل الأمد الذي تحدث مع مجلس الإدارة والإدارة خلال الأشهر الماضية وصف الصفقة بأنها «رائعة»، بينما قال آخرون إن السعر لم يكن بمثل جودته كما كانوا يأملون قبل شهرين، قبل أن تتعرض الشركة لهجوم من البيت الأبيض.
تعاملت كينفيو طويلاً مع ضعف في أعمالها الأساسية، خصوصاً قطاع صحة البشرة والجمال، وقد واجهت سابقاً نشاطاً استثماريّاً ضاغطاً. وقالت الشركة يوم الإثنين إن مبيعات الربع الثالث في قطاع صحة البشرة انخفضت بنسبة 3.2 في المئة إلى 1.04 مليار دولار.
«أحد تحدياتنا في كينفيو الآن أننا نعيش في منطقة وسط ضبابية، وهي ليست مكاناً جيداً للعيش»، قال كيرك بيري، الذي تم تعيينه مديراً تنفيذياً لكينفيو في وقت سابق من اليوم.
صعوبات القطاع
كيمبرلي‑كلارك تتنقل أيضاً في بيئة سلع استهلاكية تزداد فيها ميول المتسوقين إلى البحث عن القيمة—ما يفرض على الشركات، بما في ذلك الرائد في القطاع بروكتر آند جامبل، الاستثمار في أحجام عبوات أصغر وتشذيب وحدات أعمال ضعيفة الأداء.
باعت الشركة حصة الأغلبية في أعمال المناديل الدولية إلى شركة سوزانو البرازيلية لصناعة اللب كجزء من إعادة هيكلة، ومن المتوقع أن تساهم عائدات هذه الصفقة في تمويل استحواذ كينفيو، حسبما قالت الشركة يوم الإثنين.
ومع ذلك، قال بعض المحللين إن ذلك يعكس تغيراً في بيئة الصفقات. «هذا يُثبت كيف أن تراجع توقعات أسعار الفائدة يغذي صفقات اندماج تحويلية وكبيرة»، قالت فورست من بوكه كابيتال.
الذهاب لأكثر من 40 مليار دولار
مساهمو كينفيو سيحصلون على 3.50 دولار للسهم و0.15 سهم من كيمبرلي‑كلارك مقابل كل سهم كينفيو مملوك. وهذا يُشير إلى قيمة حقوق ملكية تبلغ 40.32 مليار دولار، وفقاً لحسابات وكالة رويترز.
من المتوقع إغلاق الصفقة في النصف الثاني من 2026، وسيتم تمويلها عبر مزيج من النقد والديون، مع تمويل ملتزم من جي بي مورغان تشيس بنك.
قد يُطلب من أي من الطرفين دفع رسم إنهاء نقدي قدره 1.12 مليار دولار إذا انهارت الصفقة، بحسب ملف تنظيمي.
عند الإغلاق، سيتولى مايك هسو منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة الشركة المندمجة.