ترامب يهدد بتقليص الأموال الفيدرالية عن نيويورك إذا فاز زوهران ممداني
قال الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، عبر منصته “تروث سوشال”، إنه سيقيّد التمويل الفيدرالي لمدينة نيويورك إذا فاز المرشح الديمقراطي زوهران ممداني في انتخابات رئاسة البلدية المقررة يوم الثلاثاء، مضيفًا أنه من غير المحتمل أن يقدّم سوى الحدّ الأدنى القانوني من الأموال الفيدرالية.
استطلاعات الرأي والمشهد الانتخابي
تُظهر استطلاعات الرأي تقدّم ممداني على خصومه، من بينهم حاكم نيويورك السابق أندرو كومو الذي يشارك الآن كمرشح مستقل بعد خسارته في الحملة التمهيدية للحزب الديمقراطي، وكيرتس سلايوا مؤسس “غارديان أنجلز” والمرشح الجمهوري.
وفق آخر مجمّع لاستطلاعات RealClearPolitics، تصدّر ممداني النتائج بنسبة 45.8%، بفارق 14.7 نقطة عن كومو الذي حصل على 31.1%، وبفارق 28.5 نقطة عن سلايوا صاحب 17.3%.
خلال اليوم الأخير من الحملة، اجتاز المرشحون أحياء نيويورك الخمسة وسط تبادل هجمات على وسائل التواصل الاجتماعي ومناظرات حادة؛ ففي ساعات الصباح قاد ممداني مسيرة مشي على جسر بروكلين محاطًا بمئات المؤيدين قبل أن يلقي خطابًا في مبنى البلدية. أما كومو فهاجم الاشتراكية في حي البِرونكس، وزار مسنين في الحي الصيني، ونشر على منصة X منشورًا وصف فيه ممداني بأنه “مدّعٍ”. وبالمقابل استقبل سلايوا أنصاره في حي كوني آيلاند وهو يضع قبعته الحمراء المميزة، وتحدّث أمام محطة مترو شهدت مقتل امرأة العام الماضي.
مرشح جديد مقابل مؤسسة سياسية قديمة
تعكس حملتا ممداني وكومو التباين بين مرشح خارج المؤسسة ومرشح انتمائه لها؛ فممداني الشاب—نائب في الجمعية العامة لولاية نيويورك—يمكن أن يصبح أول عمدة مسلم، وأول من وُلد في أفريقيا، وأول عمدة من أصول جنوب آسيوية يقود المدينة، مقابل ابن حاكم سابق متغلغل داخل النخبة الديمقراطية التقليدية.
هذا السباق الذي اجتذب اهتمامًا عالميًا شهد أيضًا إقبالًا مبكرًا غير مسبوق؛ فقد أدلى 735,317 ناخبًا بأصواتهم مبكرًا خلال الأيام التسعة الماضية، أي أكثر من أربعة أضعاف عدد الأصوات المبكرة في انتخابات 2021، بحسب مجلس انتخابات مدينة نيويورك.
برنامج ممداني ورفضه لتأثير الأثرياء
بسنٍّ 34 عامًا، شبّع ممداني قاعدته بأفق تفاؤلي وحملة متعددة اللغات، وقدّم وعودًا بخدمات عامة مجانية مثل الحافلات، وتجميد الإيجارات، ورعاية أطفال شاملة، تمويلها جزئيًا عبر فرض ضرائب على أثرى سكان المدينة. كرّر كذلك اتهامه لترامب بدعم كومو، بعد ظهور تصريحات لترامب في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة دعا فيها ضمنيًا إلى دعم كومو. في المقابل، سعى كومو في أسابيع الحملة الأخيرة إلى استجداء أصوات المحافظين لرفع شعبيته.
في خطاب ألقاه أمام مبنى البلدية حذر ممداني قائلاً إن انتخاب كومو سيُعمّق “الظلام” الذي أجبر العديد من الجيران على الرحيل وجعل الحياة الكريمة مستحيلة على كثير من العاملين، وأضاف أن حملته تمثل تحوّلًا جذريًا في سياسة المدينة بعد سنوات خدمت فيها مصالح الأثرياء والنخبة على حساب من يعملون من الفجر حتى الغروب.
خلاصة المرشحين وخيارات الناخبين
اندفعت الحشود مرددة هتاف “حان وقتنا الآن!”، بينما واصل كومو، الذي استقال من منصب الحاكم عام 2021 بعد تقرير تحقيق مستقل وجد أنه اعتدى جنسيًا على نساء، مهاجمته لوعود ممداني الاشتراكية، مشيرًا إلى إخفاقات تجارب اشتراكية في فنزويلا وكوبا، في حين يعرّف ممداني نفسه بأنه “اشتراكي ديمقراطي”.
وفي المقابل، دعمت بعض أبرز وجوه أصحاب الملايين في نيويورك حملة كومو؛ فقد سمحت تبرعات من شخصيات مثل مدير صندوق التحوط بيل أكمان بتدفق نحو 750,000 دولار عبر أدوات تبرع تُعرف بـ”السوبر باك” لدعم حملة كومو.