أعمال فنية مزوَّرة في اليابان مرتبطة بالمزوّر وولفغانغ بيلتراتشي

لوحة كانت تعتبر طوال وقت طويل عملاً مميزًا لِـمويس كيسلينغ وتحتفظ بها مجموعة شركات يابانية، ارتبطت مؤخّرًا بالمزوّر الشهير فولفغانغ بيلتراكي—في أحدث حلقة من سلسلة اكتشافات التزوير التي تهزّ المشهد الفني الراقي في اليابان.

أفادت تقارير وسائل الإعلام اليابانية، وعلى رأسها هيئة الإذاعة NHK، أن القيم الفنية لدى مجموعة يامادا بي في محافظة أوكاياما تلقت اتصالًا من متحف في فوكوياما في وقت سابق هذا العام يعبّر عن شكوكه بشأن أصالة اللوحة المعنونة «كيكي دي مونبارناس». القيم الفني في المجموعة، كوروْسِه كاوري، قالت إنها تفاجأت بالنبأ: «صُدمت. عيونها اللوزية وتعابيرها الحزينة كانت كلاسيكية كيسلينغ. إنها واحدة من أجمل قطعنا».

ترتبط القضية باسم فولفغانغ بيلتراكي، المزوّر الذي أدانته محكمة ألمانية في 2011 بتهم التزوير والفساد. خلُصت المحكمة إلى أن 14 عملاً مزيفًا تصدّرها بيلتراكي بيعت لهواة جمع حول العالم بما يقارب 45 مليون دولار. وبحسب ادعاءاته هو نفسه، فقد زوّر ما يقارب 300 عمل لمشاهير الفن الحديث، من بينهم ماكس إرنست وماكس بيشتاين وأندريه دِيران وفرناند ليجيه. أُطلق سراحه في 2015، وهو الآن يعمل تحت توقيعه الخاص.

تأتي قضية كيسلينغ في سياق سلسلة متصاعدة من فضائح التزوير في اليابان. أبلغت NHK عن اكتشاف مشتبه به في تزوير آخر—صورة يُزعم أنها لماري لورنسان—في مجموعة معرض بطوكيو. العمل الحقيقي المعروف بعنوان «ألفريد فليكتهايم» رسمته لورنسان نحو 1912–1913، وقد اشترته جهة يابانية قبل 36 عامًا من صالة عرض فرنسية بنحو 30 مليون ين (حوالي 217 ألف دولار). أثيرت الشكوك حول هذه اللوحة للمرة الأولى في طوكيو عام 2011.

في يوليو 2024 كشفت سلطات يابانية عن لوحتين مزيفتين يُشتبه في أنهما من صنع بيلتراكي في متحفين بمحافظتي توكوشيما وكوتشي. صحيفة Mainichi أكدت أن أحد الأعمال زور لـ«الفتاة مع البجعة» للفنان الألماني الرسام والمصمم الغرافيكي هاينريش كامبندونك. هذه اللوحة اشتراها متحف الفن في كوتشي عام 1996 من تاجر فنون في ناجويا بمبلغ 18 مليون ين (ما يوازي نحو 167 ألف دولار آنذاك)، وكانت تعرض بشكل متكرر وتُعير إلى منشآت ثقافية أخرى. وفي الوقت نفسه أعلن متحف توكوشيما للفن الحديث سحب عمل من مجموعته من معرض مقبل بعد ظهور شبهات بأنه مزيف لبِيلتراكي.

يقرأ  هجوم إسرائيل في الدوحة يعد اختبارًا لعلاقات ترامب مع دول الخليج— الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

كانت شركة يامادا بي واثقة من أصالة «كيكي دي مونبارناس» عند شرائها عام 2013 من متحف في هاتشيوجي بطوكيو؛ وقد تضمن العمل تقييماً بخط اليد نسب الى ابن كيسلينغ، كما تشير السجلات إلى أن عملاً يحمل نفس العنوان بيع في مزاد كريستيز عام 1995 بقيمة تُقارب 300 ألف دولار. ومع ذلك، وُجدت على ظهر القماش بطاقة تحمل اسم تاجر الفن ألفريد فليكتهيم—اسم برز مرارًا في سلاسل ملكية مزعومة أعدّها بيلتراكي.

في مقابلته مع NHK اعترف بيلتراكي بأنه زور لوحة «كيكي دي مونبارناس» حوالى عام 1990. قال: «درستُ كيسلينغ بعمق… هذه ما تزال لوحة على نمط كيسلينغ. كانت ذات قيمة عالية حينها، والآن يجري بحث الجامعين عن أعمالي».

أبدت كوروْسِه، القيم الفني في يامادا بي، أسفها العميق حيال النبأ: «قد يرى هو في ذلك فنًا، لكن لا أستطيع قبوله. حين أفكّر بمشاعر وجهود كيسلينغ وغيرهم من الفنانين الذين طالت أعمالهم يد التزوير، أشعر بالحزن الشديد. هذا أمر لا يُطاق».

أضف تعليق