نصر كبير لحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم قد يغير موازين القوة في الكونجرس لصالح الديمقراطيين
نُشر في 5 نوفمبر 2025
أقرَّ الناخبون في كاليفورنيا مقترح الاقتراع الذي يعيد رسم حدود الدوائر الانتخابية، في خطوة تعُدُّ ردّاً على عمليات تقسيم الدوائر التي نفذها الجمهوريون المدعومون من دونالد ترامب في ولايات عدة. أظهرت النتائج الأولية للتصويت يوم الثلاثاء موافقة الناخبين على «المقترح 50» بفارق يبلغ نحو ضعفين مقابل واحد، في ما اعتُبر نصراً بارزاً لحاكم الولاية الديمقراطي غافين نيوسوم، مما يعزز فرص حزبه في الفوز بالسيطرة على الكونجرس الأمريكي في انتخابات منتصف الفصل المقبلة وإحباط أجندة ترامب.
من المتوقع أن يمنح اعتماد المقترح للديمقراطيين ما يصل إلى خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب، ما يعادل التعويض عن خمسة مقاعد تسعى إليها الجمهوريّة في تكساس بعد دعوة ترامب لإعادة رسم خرائطها الانتخابية. كما يتوقع الجمهوريون اكتساب مقعد واحد في ميسوري وآخر في نورث كارولاينا، وربما مقعدين إضافيين في أوهايو، وفق التقديرات المبكرة.
رد ترامب على خطوة نيوسوم بغضب لاذع، فكتب على موقعه الاجتماعي تروث سوشيال: «التصويت على إعادة التقسيم غير الدستوري في كاليفورنيا عملية احتيال هائلة إذ إن العملية برمتها، وبالأخص عملية التصويت نفسها، مُزوَّرة».
ورد نيوسوم، الذي يسعى لترسيخ نفسه كقائد محتمل للحزب الديمقراطي قبل انتخابات 2028 من خلال موقفه الصلب تجاه ترامب، واصفاً رد الجمهوريين بأنّه «هذيان رجل عجوز يعلم أنّه على وشك أن يخسر». وبعد الإعلان عن النصر كتب على منصة إكس أن الناخبين أرسلوا «رسالة قوية» إلى ترامب: ما هي الا بداية في معركة أوسع من أجل الديمقراطية، وسنقاتل من أجلها وسننتصر.
ستنطبق الحدود الجديدة للدوائر على انتخابات 2026 و2028 و2030. ونظرياً تُرسَم الخرائط بواسطة لجنة مستقلة بعد كل تعدادٍ قوميٍّ يُجرى كل عشر سنوات حتى تعكس الخريطة التركيبة السكانية للمقيمين، لكن الواقع أن الأحزاب الحاكمة غالباً ما تعيد ترتيب الحدود لصالحها.
تسعى الدوائر المُعاد رسمها إلى تقليل نفوذ الناخبين الجمهوريين، ففي حالةٍ مثيرة للجدل جُمِعت أجزاء ريفية محافظة من أقصى شمال كاليفورنيا مع مقاطعة مارين، المعقل الليبرالي الشهير على الساحل المقابل لجسر غولدن غيت من مدينة سان فرانسيسكو.
سعى نيوسوم إلى تعميم الحملة على مستوى وطني وقدم المقترح كأداة لمواجهة جهود ترامب في تقويض مؤسسات الديمقراطية. واستخدمت الحملة الإعلانية التلفزيونية مشاهد متخيَّلة لترامب غاضباً وهو يشاهد النتائج على التلفاز ويرمي البطاطس المقلية على الشاشة.
وانضم الرئيس السابق باراك أوباما إلى الدعم، قائلاً في إعلانٍ ترويجي: «يريد الجمهوريون سرقة عددٍ كافٍ من المقاعد في الكونجرس للتلاعب بالانتخابات المقبلة وممارسة السلطة دون رقيب لمدة عامين إضافيين. بإمكانكم إيقافهم».
من جهةٍ أخرى، اعتبر نقاد أن خطأين لا يصنعان صواباً، ودعوا سكان كاليفورنيا إلى رفض ما وصفوه بمحاولة استحواذ ديمقراطي على السلطة حتى وإن كانوا يندرون مخاوفهم من تحركات ترامب في الولايات التي يقودها الجمهوريون.
من أبرز المنتقدين أرنولد شوارزنيغر الحاكم الجمهوري السابق الذي أشرف على إنشاء اللجنة المستقلة التي أُقِرت في 2008 و2010، وقد حذر قائلاً إن الاقتراح «سيأخذ السلطة من الناس».