تفخر Galerie de l’UQAM هذا الخريف بدعوة الجمهور لمتابعة المعرض المرتقب للفنان الخريج ديفيد ألتماجد. تُقدَّم في مونتريال للمرة الأولى منذ عشر سنوات مجموعة منحوتات هذا الفنان المشهور عالمياً، في معرض منسق من طرف لويز ديري يحمل عنوان David Altmejd. Agora، ويضمّ المعرض ما يقرب من ثلاثين رأساً وتمثالاً نصفياً يمثلون جوهر ممارسة ألتماجد النحتية، وصُنِعوا بين عامي 1999 و2025. تجتمع هذه القطع لتكوّن تآلفاً بديعاً من شخصيات أسطورية وواقعية، وشخوص روحية وترابية، وكائنات إنسانية وغير إنسانية، كاشفة عن قدرة الفنان على إحداث تحوّل في الكائنات الحية بفعل قوى إبداعية ولاإرادية لبناء عالم خاص.
على مدار أكثر من ثلاثين عاماً تطوّر عمل ألتماجد بنمط عضوي وفيروسي ومحمّس. في مفهومه للـ agora يعرض تماثيل وأنصاف تماثيل تبدو مستقلة، لكنها مرتبطة بسلالة غير متوقعة، باتصالٍ يدعونا إلى فك رموزه وفهم خلافته الفنية.
اختيرت هذه المنحوتات من بين نحو ثلاثمائة قطعة أُنتجت منذ أواخر التسعينيات، فتُمثّل فتراتٍ وأساليب ومواد وتقنيات متنوعة تكشف رؤية ألتماجد في ولادة الكائنات وتجمّعها وتحوّلها وتفكّكها وتجديدها. تشكّل هذه الساحة من الأشكال، سواء كانت قديمةً أو مستقبلية، نمطيةً أو سريالية، طريفةً أو مستفزة، هجينةً غنيةً تمزج بين الإنساني وغير الإنساني. ومن خلال عمله يواصل ألتماجد استكشاف موضوعات الهوية والاستنساخ وتحوّر الأنواع، فضلاً عن طاقة اللاوعي والإبداع، متأثّراً بروح و الارواح وباليدين والأصابع التي تشكّل المواد؛ لتبرز التماثيل مجال ممارسة مهووس بالجسد واللحم والجمجمة وتجويفاتها والعين وصلاتها.
يضم المعرض أيضاً عدداً من الرسومات المرتبطة بتطوير أفكار الأعمال، فضلاً عن فضاء مصمّم على غرار ورشة عمل يتيح للزوار الاطّلاع على التقنيات والأدوات والأساليب المستخدمة في صنع هذه المنحوتات. وتُستكمل عروض المعرض بثلاث قطعٍ برونزية بارزة: Hand Bird I (2007)، أول برونز صنعه ألتماجد لبينالي البندقية؛ وPixel (2025)، أحدثها؛ وLa charge (2016)، شخصية هائلة استحوذت عليها مجموعة أعمال الفن في UQAM بدعم من مؤسسة UQAM.