تقارير عن هجوم لقوات الدعم السريع على الابيض مع اقتراب هجوم شامل على المدينة
أفادت تقارير أن هجوماً استهدف جنازة في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان وأسفر عن مقتل 40 شخصًا، وفق ما نقلته الامم المتحدة. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، واعتمادًا على مصادر محلية، أن الهجوم وقع في عاصمة الولاية التي لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، من دون أن يحدد توقيت الحادث أو الجهة التي تقف وراءه.
تتزامن هذه التقارير مع مؤشرات على أن قوات الدعم السريع تتهيأ لشن هجوم واسع على المدينة، فيما تجمعت وحدات من الجيش لمحاولة صدّ تقدمها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: «الوضع الأمني في إقليم كردفان مستمر في التدهور. نطالب مجددًا بوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني».
تصاعدت المواجهات في المنطقة الغنية بالنفط، مما دفع آلاف النازحين إلى التوجه إلى الأبيض الأسبوع الماضي بعد استعادة قوات الدعم السريع لمدينة برا التي تبعد نحو 60 كيلومتراً شمال المدينة. في الوقت نفسه، سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عقب انسحاب القوات المسلحة، مما أجبر أكثر من 70 ألف شخص على الفرار من المدينة ومحيطها، وفق الأمم المتحدة.
وأفادت شهادات وشهود ومنظمات حقوقية بوقوع حالات إعدام ميداني واعتداءات جنسية ومجازر طالت المدنيين. ونقل تقرير عن نيثانيال ريموند، مدير مختبر البحوث الإنسانية بمدرسة الصحة العامة بجامعة ييل، قوله إن قوات الدعم السريع «باشرت حفر مقابر جماعية وجمع الجثث في أنحاء المدينة».
وحذرت مسؤوليات أممية هذا الأسبوع من أن آلاف الأشخاص قد يكونون محاصرين داخل الفاشر، في ظل تدهور الوضع الإنساني. وتعود جذور هذا النزاع إلى 2023، عندما اندلعت الحرب الأهلية إثر صراع على السلطة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، ما أدى إلى معارك في العاصمة الخرطوم وتوسّع رقعة العنف.
ومنذ اندلاع القتال، سيطرت قوات الدعم السريع على نحو ثلث مساحة البلاد في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف وشرّد حوالي 12 مليون شخص — أي ما يقارب ربع سكان السودان — ما جعلها بحسب الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية عالمية. وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع السوداني حسن كبرون إن القوات المسلحة ستواصل قتالها ضد قوات الدعم السريع، بعد اجتماع مجلس الأمن والدفاع لبحث مقترح أمريكي بوقف إطلاق النار.