ترسّخت غاليري “ينوا” كإحدى أبرز الصالات الفنية في لاغوس؛ وبحسب المؤسِّسة أو غونا إيبي إيجيوغو، كان ذلك أمراً حصل شبه بالمصادفة. إيبي إيجيوغو، ذات الهوية النيجيرية‑الأمريكية والتي نشأت في لندن، انتقلت إلى نيجيريا عام 2014 وبنت مسيرة مهنية ممتدة شملت الإشراف على المعارض والعلاقات العامة وعالم الأزياء. وبحلول عام 2021 كانت رئيسةً للعلاقات العامة في مركز الفنون تيرا كالتشر، ومؤسِّسة علامة الملابس “سينامون”، ورئيسة نقابة الفنانين التشكيليين المحترفين في نيجيريا.
في عالم مثالي، قالت إيبي إيجيوغو لصحيفة ARTnews، كانت لتنضم إلى مأسسة قائمة بدلاً من أن تؤسس “ينوا”. ولكن في تلك المرحلة لم تكن هناك مؤسسات أو صالات قادرة على استيعاب مواهب استشارية عليا في قطاع المعارض، ومن هنا جاء تأسيس “ينوا”.
برنامج الغاليري واسع عن قصد لكنه صارم من الناحية المنهجية؛ ومع أنّ السوق النيجيري لا يزال يميل غالباً إلى الرسم، فإن الغاليري يُفسح باستمرار مجالاً لوسائط يصعب إدراجها تجارياً: التصوير الفوتوغرافي، والكولاج، والأعمال على الورق، والخزف، والنحت. ويشكّل جمهورها من جامعين أصغر سنّاً وأكثر فضولية وأقل تبعاً للأسماء الكبيرة فراغاً سمح لـ”ينوا” بتقديم فنانين مهملين أو غير مكتشفين.
تؤكّد إيبي إيجيوغو أن المشهد الفني النيجيري يملك الإمكانية لتحديد أجندته الخاصة. “أحياناً تجلس وتشاهد فناناً يكتسب زخماً في الخارج وتكتفي بـ’آه… حسناً’، بينما بإمكاننا أن نكون أقوى في احتواء القرار هنا”، تقول. “لا ينبغي أن ننتظر من مصادر خارجية أن تخبرنا من هو الفنان الذي يستحق المتابعة؛ علينا أن نقول نحن: هؤلاء الفنانون الذين رصدناهم ويستحقون انتباهكم واستثماراتكم.”
الشهرة الدولية مرحّب بها، لكن كثيراً ما يتوالى الإشادة من الخارج قبل أن تتكثف محلياً. ليس الهدف رفض الساحة العالمية، بل إعادة توازنها: بناء سلطة محلية وثقة محلية، وإرساء مسار أوضح يربط صالات نيجيريا بمسارات مهنية مستدامة.