ردود فعل عالم الفن على فوز ممدني التاريخي برئاسة مدينة نيو يورك
بعد فوز زهران ممداني التاريخي برئاسة مدينة نيو يورك، عبّر كثيرون في الوسط الفني—من فنانين وقيّمين وناقدين مقيمين في المدينة، بل وبعضهم من خارجها—عن أملٍ وفرحٍ حيال الانتصار. وفي المقابل، أعرب قلة عن تساؤلات حول ما إذا كان قيادته ستحقق تأثيراً إيجابياً على المشهد الفني في المدينة.
ذكر الناقد المقيم في نيويورك سيدهارثا ميتر، العضو في فريق تنفيذ رؤية كايو كووه لبينالي البندقية 2026، في منشور على إنستغرام أن فوز ممداني شكّل «لحظة استثنائية، حين تقترح نيويورك ليس مجرد دحض واقعي للتطرّف اليميني بل منارة لتجديد مدني على مستوى العالم».
على صفحتها في إنستغرام، نشرت الفنانة آريا دين صورة لغلاف نيويورك بوست الذي وصف المدينة بـ«التفاحة الحمراء» وتصوّر ممداني حاملاً منجلاً ومطرقة باللون الأحمر، وأضافت إلى الصورة ثلاث رموز تعبيريّة لابتسامات بعيون لامعة.
كان الفنانون على رأس الحملة قبل أن تتحول إلى ظاهرة عامة: نظمت إيليزي ديروسيا فعلاً مؤيداً له في مارس قبل الانتخابات التمهيدية، وحضرته شخصيات من مشهد «داونتاون» مثل مارتين سيمز وسير سيرباس ومايكل ستايب وآخرون. ونقلت آريا دين قولها إن برنامجه يلقى صدى لأن كثيرين في «الداونتاون» يشعرون بضيق من مدينة لا تبالي بشريحة الطبقة العاملة، وأنها لا تفهم لماذا تأخر تفنيد المزاعم اليمينية.
كما تبرّع فنانون مثل سانيا كانتاروفكسي وتاوبا أويرباخ وسلمان تور وكلوي وايز وغيرهم لحملته، وفي يوم الانتخابات أعاد سلمان تور نشر بورتريه من 2007 لشاب ممداني على ستوري إنستغرامه.
عند الإشارة إلى دعوات ممداني المتكررة لحقوق متساوية للفلسطينيين ووقف الحرب في غزة، غرّدت الفنانة مورغان باسيتشيس على إنستغرام: «نيويورك التي نعزّها انتصرت. الآن نواصل التنظيم حتى نفوز بكل شيء، بما في ذلك فلسطين الحرة».
بشكل عام، امتنع معظم المؤسسات والمعارض عن إبداء موقف رسمي، باستثناء متحف الحي (El Museo del Barrio) الذي نشر على إنستغرام: «نتطلع للعمل إلى جانبكم ومع إدارتكم للدفاع عن الفنون، وإبراز الأصوات المهمشة، وضمان بقاء الثقافة في صلب مستقبل مدينة نيويورك».
ومن بين القلائل الذين أدلوا بتصريح كان إيميه إغليسياس لوكين مديرة مجلس الأمريكيتين، التي كتبت على إنستغرام أثناء فتح صناديق الاقتراع أنها «تتوقع الاحتفال بنيويورك كأفضل ما في الولايات المتحدة»، وقد ارتدت ملصق ممداني.
خلال فترة التصويت أيضاً، أشادت المصوّرة لوري سيمونز بجهود مجموعات مثل «المثليين لممداني» و«الأمهات لممداني»، وقالت: «يمكنني الحديث عن ذلك طويلاً».
اتّسم بعض الردود بالحذر؛ فقد أثنى جيري سالتز، الناقد الحائز جائزة بوليتزر، على ممداني على وسائل التواصل لكنه كتب أيضاً: «الشيء العظيم في التصويت لصالح ممداني هو أننا سنتمكن من محاسبته إن أخطأ».
ولم يرحب الجميع بعمدة من الاشتراكيين الديمقراطيين؛ فقد كتب حساب موجّه للأسواق يُدعى جيري جوجوسيان بشكل صارخ: «ممداني سيضر بعالم الفن. تشكون الآن لأن عليكم تقسيم ثمن اللوحة ٥٠-٥٠ مع تاجر الفن؛ انتظروا حتى تضيفون ضرائب اشتراكية على ذلك». المنشور نال أكثر من ٥٠٠ إعجاب وأثار نقاشات في التعليقات.
على الرغم من أن الانتخابات محلية، تابعها مراقبون من خارج نيويورك: كتبت مارغو نورتون، القيّمة الرئيسية في متحف بيركلي للفن وأرشيف الأفلام الباسيفيكي، على إنستغرام أن ممداني «أول مرشح بلديّة في نيويورك أراه يتمتّع بالنزاهة ومنصة أستطيع دعمها. هذه الانتخابات حيث يمكن لقوة الناس أن تطغى على أصحاب السلطة».
وعلى ستوري إنستغرام أيضاً، هنّأ الفنان الحاصل على الأسد الفضي علي شري، المقيم في باريس، أصدقائه النيويوركيين قائلاً: «مبروك لأصدقائي في نيويورك».