لحظة فاصلة — مجلس تسلا يصوّت على حزمة إيلون ماسك بقيمة تريليون دولار

مجلس إدارة شركة تسلا يستعد للتصويت على حزمة مكافآت ايلون ماسك بقيمة تريليون دولار

من المقرر أن يُجرى التصويت يوم الخميس لتحديد ما إذا كان ماسك سيحصل على ما قد يكون أكبر حزمة تعويضات في تاريخ الشركات. وقد دعت كبرى شركات الاستشارات الوكيلة المساهمين إلى معارضة الصفقة.

شركات الوكالة مثل غلاس لويس وInstitutional Shareholder Services أوصت المستثمرين بالتصويت ضد الحزمة. وهذه الجهات غالباً ما تؤثر على صناديق استثمار سلبية كبيرة تمتلك حصصاً جوهرية في صانع السيارات الكهربائية.

ضغوط على المبيعات والثقة

واجهت تسلا تراجعاً متزايداً هذا العام، مع انخفاض المبيعات العالمية وتزعزع ثقة المستثمرين. في يوليو أبلغت تسلا عن تراجع بنسبة 13.5% في مبيعاتها داخل الولايات المتحدة. أما في الربع الثالث المنتهي سبتمبر فشهدت الشركة ارتفاعاً قدره 7.4% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، نتيجة تهافت المستهلكين للاستفادة من ائتمان ضريبي بقيمة 7,500 دولار للسيارات الكهربائية كان من المقرر أن ينتهي في ذلك الشهر.

مع ذلك، المبيعات العالمية تبدي أيضاً تراجعاً ملحوظاً: انخفضت عمليات تسجيل السيارات الجديدة في أكتوبر بنسبة 89% في السويد، و31% في إسبانيا، و59% في البرتغال المجاورة.

النشاط السياسي وتأثيره على العلامة

تعمقت وطأة التوتر بسبب البروز السياسي لماسك. كان حليفاً سابقاً للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعُيّن لرئاسة ما أُسمّي بـ«وزارة كفاءة الحكومة» حيث دعا إلى تسريحات واسعة النطاق في صفوف الموظفين الفدراليين، أكبر جهة موظفة في الولايات المتحدة. نشاطه السياسي أضر بصورة علامة تسلا في حين أفاد المنافسين. وفق دراسة لمكتب البحوث الاقتصادية الوطنية، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة الأخرى بنسبة 22% بين أكتوبر 2022 وأبريل 2025. وقدّر الباحثون أنه لو لم ينخرط ماسك في السياسة لكان من الممكن أن تكون مبيعات تسلا أعلى بنسبة تتراوح بين 67% و83% — ما يعادل نحو مليون إلى 1.26 مليون سيارة إضافية.

يقرأ  ملاذ أيقوني في المملكة المتحدة — الشاطئ الأكثر استدامة في العالم برمال ناعمة ومياه بلورية

تحذير مجلس الإدارة

رئيسة مجلس إدارة تسلا روبين دينهولم حذرت من أن رفض حزمة التعويض قد يعرض ماسك للرحيل. وفي رسالة موجهة للمساهمين الأسبوع الماضي أكدت أن قيادة ماسك «حاسمة لنجاح العلامة».

المحللون يؤكدون أيضاً أن مستقبل تسلا مرتبط باستمرار مشاركة ماسك. دان آيفز من Wedbush Securities قال لقناة الجزيرة إن هذه لحظة فاصلة ويتوقع غالبية الأصوات لصالح الحزمة. وأضاف أن ماسك «مفتاح طموحات تسلا في مجال الذكاء الاصطناعي. ماسك هو تسلا وتسلا هي ماسك».

الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وأهداف الأداء

شدّدت تسلا استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعمل على تطوير ما تسميه تكنولوجيا الروبوت البشري Optimus، التي تأمل إطلاقها أواخر العام المقبل.

تعتمد حزمة التعويض على معايير أداء صارمة. تتضمن 12 هدفاً متتابعاً لقيمة السوق تطالب الشركة أن تبلغ قيمة سوقية تبلغ 8.5 تريليون دولار خلال عقد من الزمن، بدءاً من حد أولي عند 2 تريليون. وتبلغ القيمة السوقية الحالية لتسلا نحو 1.48 تريليون دولار.

تشمل معايير الأداء كذلك تسليم 20 مليون مركبة، بيع مليون وحدة من روبوتات الذكاء الاصطناعي، وتشغيل مليون روبوتاكسي ذاتي القيادة خلال تلك الفترة، مع شرط أن تجري عمليات التسليم على جميع الجبهات لثلاثة أشهر متتالية. في العام الماضي باعت الشركة أقل بقليل من مليوني مركبة. يكسب ماسك أسهماً إضافية مع بلوغ كل هدف، كما يتعين عليه البقاء في منصب الرئيس التنفيذي أو في دور تنفيذي رفيع طوال برنامج العشر سنوات.

الاعتراضات والانتقادات

يرى النقاد أن الخطة لا تشجّع ماسك على إعادة تركيز اهتمامه على تسلا، بعدما اتُهم في وقت سابق هذا العام بإهمال بعض مسؤولياته أثناء تواجده في واشنطن. توماس دي نابولي، مفوض حسابات ولاية نيويورك، قال إن ماسك «من بين أثرى الناس في العالم» وأن حصته الحالية في تسلا — التي تُقدَّر بعشرات مليارات الدولارات — يجب أن تكون حافزاً كافياً لدفع الأداء، وأن فكرة أن منح أسهم هائلة أخرى سيعيد تركيز رجل مشتت الانتباه تفتقر للمنطق وتتناقض مع الأدلة.

يقرأ  احمِ رقائقك!سُرِقَت للتو شاحنة محمّلة بصلصات وغموس بقيمة ٣٥٬٠٠٠ دولار

تراجع الصورة العامة وتأثيره المحدود على المستثمرين

مع تراجع المبيعات وتفاقم الجدل السياسي تدهورت الصورة العامة لماسك بسرعة. في فبراير أظهر استطلاع غالوب أن 43% من الأمريكيين ينظرون إليه نظرة إيجابية مقابل 47% سلبيين. وبحلول أغسطس أصبح صاحب أقل شعبية بين الشخصيات المؤثرة لدى الأمريكيين بمعدلات قبول 33% ورفض 61% — متخلفاً فقط عن دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو.

مع ذلك، يرى آيفز أن تلك الضربة لصورة ماسك لن تغير موقف المستثمرين: «المستثمرون يريدون ماسك كرئيس تنفيذي للعقد المقبل، ويعتبرون الانطباعات مجرد ضوضاء».

لم ترد تسلا على طلب قناة الجزيرة للتعليق.

أداء السهم

على وول ستريت ارتفع سهم تسلا بنسبة 4.3% ليصل إلى 463.79 دولاراً عند الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت نيويورك. وعلى مدار العام الماضي ارتفع السهم بنسبة 84.4%.

أضف تعليق