بعد اجتماع طارئ لمجلس إدارة متحف فيلادلفيا للفنون، أُبلغت المديرة التنفيذية ساشا سُودا بإقالتها من منصبها يوم أمس الموافق الرابع من نوفمبر.
ذكرت تقارير أولية أن سُودا طُردت عبر رسالة إلكترونية بعد أن أمضت ثلاث سنوات فقط من عقد طويل الأمد يمتد لخمس سنوات، وقبل مرور شهر على إطلاق المتحف لهويته البصرية الجديدة المثيرة للجدل.
جاء في الرسالة أن الإقاله كانت “لأسباب موجبة” وبدأ العمل بها فوراً، من دون تقديم توضيحات إضافية. واكتفى المتحف ببيان مقتضب وصف القضية بأنها “مسألة داخلية” ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات علناً.
أكد بيان مجلس الإدارة أن مدير الشؤون المعرضية وحماية المجموعات، لويس مارشنزانو، سيتولى إدارة شؤون المتحف اليومية مؤقتاً بينما يدرس المجلس أسماء مرشحين لمنصب المدير التنفيذي بالإنابة.
ساشا سُودا، المؤرخة الفنية المولودة في كندا والتي شغلت منصب المديرة التنفيذية في المعرض الوطني بكندا بين 2019 و2022، واجهت انتقادات من دوائر محافظة بشأن محدودية إجادتها للغة الفرنسية وما وُصف بنقص الخبرة ونهجها في جمع التبرعات. انضمت إلى متحف فيلادلفيا منتصف 2022، حاملةً إرثاً متشابكاً من المشاكل التي تركها سلفها تيموثي راب، بما في ذلك التقارير عن اعتداءات جسدية على مدير متجر وادعاءات تحرش جنسي بحق مساعد مدير، إلى جانب تعافي بطيء للمؤسسة بعد الجائحة نتيجة تقليص الميزانيات والطاقم وانخفاض أعداد الزوار.
كان موظفو المتحف قد شرعوا في توحيد صفوفهم نقابياً منذ 2020، وتولّت سُودا زمام الأمور في لحظة توتر شديدة إثر تجميد مفاوضات حول زيادات الأجور أدت إلى تصويت على الإضراب. وبعد أقل من شهر من توليها، خاض الموظفيين إضراباً تاريخياً دام 19 يوماً قبل المصادقة على عقد عمل في أكتوبر 2022. وفي يونيو 2023، اتهمت النقابة المتحف بالتراجع عن بند متعلق بزيادات الأقدمية المحسوبة على أساس سنوات الخدمة، ما أعاد إشعال الاعتصامات والتظاهرات.
في نهاية يوليو جرى إبرام عقد جديد لمدة ثلاث سنوات. ولم ترد النقابة بعد على طلبات التعليق بشأن قرار إنهاء علاقة سُودا بالمتحف.
عاد المتحف إلى واجهة الأخبار في أكتوبر إثر إعلان تغيير اسمه الرسمي من “متحف فيلادلفيا للفنون” إلى “متحف فنون فيلادلفيا”، خطوة أثارت سخرية واستنكار كثيرين من السكان ومرتادي الإنترنت، الذين اعتبروها عمليّة تبديل علامة تجارية بلا ضرورة، وقد بلغت تكلفة التعاقد مع شركة تصميم مقرها بروكلين ما لا يقل عن ربع مليون دولار حسب تقارير محلية.
دافعت سُودا عن القرار قائلة إنه لم يفعل سوى إضفاء رسمية على الاسم الذي أطلّ به السكان والزوار شفهياً لعقود. وفي مقابلة إذاعية أوضحت أنها في كثير من الأحيان تضطر للتبسيط لأن الجمهور غير المتابع للقطاع الثقافي لا يتعرف على اختصار الاسم السابق، فتكتفي بقول “متحف الفنون”.
أفاد أعضاء من مجلس الأمناء أنهم كانوا على اطلاع عام بمسار عملية إعادة التسمية لكنهم لم يُعرَفوا بتاريخ الإطلاق المحدد في الثامن من أكتوبر قبل موعده. ومع ذلك، أكدت ناطقة باسم المتحف تمسك المؤسسة بالهوية الجديدة وأنه لا توجد مناقشات داخلية لإرجاع الاسم أو تعديله.