تيجراي كانت بؤرة حرب مدمرة استمرت عامين وجمعت بين جبهة تحرير شعب تيغراي والجيش الفيدرالي الإثيوبي.
نُشر في 6 نوفمبر 2025
أعلنت سلطات إقليم عفار أن مقاتلين من إقليم تيغراي عبروا الحدود ودخلوا أراضيها، واستولوا على عدة قرى وهاجموا مدنيين، واعتبرت ذلك انتهاكاً لاتفاق السلام الذي وُقع عام 2022 وأنهى الحرب في الشمال الإثيوبي.
بين عامَي 2020 و2022 كانت تيغراي مركز صراع دامٍ بين جبهة تحرير شعب تيغراي والجيش الفيدرالي الإثيوبي، وأسفرت المواجهات بحسب الاتحاد الأفريقي عن مقتل ما لا يقل عن 600 ألف شخص.
في بيان أصدرته إدارة عفار مساء الأربعاء قالت إن مقاتلي الجبهة “دخلوا أراضي عفار بالقوة اليوم”. واتهمت الجبهة بالسيطرة على ست قرى وقصف مدنيين بقذائف الهاون، من دون أن تورد السلطات حصيلة رسمية للضحايا.
ووصفت إدارة عفار ما جرى بأنه “أفعال إرهابية” وقالت إن جبهة تيغراي لا تتعلم من أخطائها. وأضافت أن قوات تيغراي شنت هجوماً على مقاطعة ميغالي في شمال غرب الإقليم، مستهدفة رعاة مدنيين بأسلحة ثقيلة.
وحذرت السلطات من أنها إذا لم تتوقف الجبهة فوراً عن عملياتها فستتولى الإدارة الإقليمية لعفار واجب الدفاع لحماية نفسها من أي اعتداء خارجي.
وقالت السلطات إن تجدد القتال يُضعف اتفاق بريتوريا للسلام الموقّع في نوفمبر 2022 بين الحكومة الفيدرالية وقادة تيغراي، والذي أنهى عامين من إراقة الدماء. ورغم أن الهدنة ظلت هشة لكنها كانت قد صمدت إلى حد كبير قبل أن تتصاعد التوترات في الأشهر الأخيرة.
الجبهة، التي هيمنة على المشهد السياسي الإثيوبي بين 1991 و2018، أُزيلت رسمياً من قائمة الأحزاب السياسية في البلاد في مايو الماضي على خلفية انقسامات داخلية وتفاقم فقدان الثقة من قبل الحكومة الفيدرالية.
اتهمت السلطات الفيدرالية أيضاً الجبهة بإعادة تطبيع العلاقات مع إريتريا المجاورة، الدولة التي تربطها بإثيوبيا علاقة تاريخية مضطربة. إريتريا التي نالت استقلالها عام 1993 بعد حرب تحرير طويلة، دخلت في حرب حدودية مع إثيوبيا بين 1998 و2000 أودت بعشرات الآلاف من القتلى. وعندما تولى رئيس الوزراء آبي أحمد السلطة عام 2018 وقع اتفاق سلام تاريخي مع إريتريا، لكن العلاقات تدهورت مجدداً منذ نهاية صراع تيغراي.