رئيس وزراء السودان يدعو إلى تصنيف قوات الدعم السريع كـ«منظمة إرهابية» | أخبار حرب السودان

كمال ادريس يحذر من امتداد العنف خارج حدود السودان ويطالب بتصنيف «قوات الدعم السريع» تنظيماً إرهابياً

دعا رئيس الوزراء السوداني كمال إدريس المجتمع الدولي إلى الإقدام فوراً على تصنيف قوات الدعم السريع تنظيماً إرهابياً، محذراً من أن فشل المجتمع الدولي في التدخّل قد يؤدي إلى انتشار العنف خارج حدود السودان إلى بقية منطقة الساحل والقارة الأفريقية. وأضاف أن الأدلة المتراكمة على الفظائع المرتكبة في دارفور تشير إلى نمط إجرامي غير مسبوق.

في مقابلة حصرية مع قناة الجزيرة، وصف إدريس قوات الدعم السريع بأنها «مرتزقة وميليشيات متمردة» وأن الجرائم التي ارتكبتها «لا نظير لها في تاريخ البشر». وأوضح أن الإدانات الدولية وحدها لم تعد كافية، وأن التصنيف كتنظيم إرهابي أصبح ضرورة لحماية الأمن الإقليمي والدولي.

استولى مقاتلو الدعم السريع الأسبوع الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، منهين حصاراً استمر نحو ثمانية عشر شهراً وأدى إلى أزمة إنسانية عميقة في عاصمة ولاية شمال دارفور. ورصد ناجون ومقيمون أعمال قتل جماعي وإعدامات ميدانية واغتصاب وانتهاكات واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين. وقد قدّرت شبكة أطباء السودان مبدئياً سقوط نحو 1500 قتيلاً خلال الأيام الأولى من سيطرة الميليشيا، فيما يرى محلّلون أن الحصيلة ربما أعلى بكثير.

تحلّلت صور الأقمار الصناعية التي نُشرت أخيراً على وجود مقابر جماعية تُحفَر في المدينة، فيما سجّل تعقب حالات النزوح لدى منظمة الهجرة الدولية فرار أكثر من 80 ألف شخص من الفاشر ومحيطها، ولا تزال الأمم المتحدة تُشير إلى مئات الآلاف محاصرين داخل المدينة حتى الأسبوع الماضي.

روت نساء وناجون مشاهد الرعب والهروب عبر نقاط تفتيش مسلحة والابتزاز والاختطاف في طريقهم إلى مناطق آمنة مثل تاويلا على بعد نحو خمسين كيلومتراً غرب الفاشر. وقالت إحدى النازحات إنها شاهدت زوجها وقدُ تعرَّض للتعذيب وضُرب حتى فقد وعيه، ولم تعرف إن كان لا يزال حياً.

يقرأ  لايل مينينديز ينضم إلى شقيقه بعد رفض طلب الإفراج المشروط في قضية مقتل والديهما بلوس أنجلوس

من جهة أخرى، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تتخذ «خطوات فورية» لحفظ وجمع الأدلة لاستخدامها في ملاحقات مستقبلية. ورغم اعتراف القيادة بأنه جرت بعض الانتهاكات، تنفي قوات الدعم السريع بشدة بعض التهم الأشد، وتصرّ على أن عملياتها تهدف إلى «تحرير» مناطق متنازع عليها. وتداولت مقاطع مصوّرة لوحشية ارتُكبت ضد المدنيين، ما دفع قادة في الحركة إلى توقيف أحد قادتها المعروف باسم «أبو لولو»، الذي أُفرج عنه لاحقاً.

القتال بين الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية اندلع على نطاق واسع منذ أبريل 2023 إثر تصاعد التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد انتشر الصراع بسرعة من الخرطوم إلى دارفور، حيث اتخذ أبعاداً قبلية وانخرطت مجموعات مسلحة محلية في مواجهات دامية، واستولت الميليشيات تدريجياً على مدن رئيسية بينما ظل الجيش يتركز في الفاشر حتى الأسبوع الماضي؛ ووصف إدريس انسحاب الجيش من عاصمة الولاية بأنه «انسحاب تكتيكي» متهرباً من اعتباره هزيمة عسكرية، معبّراً عن ثقته بإمكانية استعادة السيطرة لاحقاً.

ورفض أيضاً مزاعم وجود مجاعة شاملة، على الرغم من تأكيد ثلاث وكالات أممية الأسبوع الماضي انتشار ظروف المجاعة في منطقتين من البلاد، بما في ذلك الفاشر، حيث أبلغت الأسر عن اضطرارها إلى تناول أوراق شجر وعلف الحيوانات وبعض الأعشاب للبقاء على قيد الحياة. وأشار التقرير إلى أن أكثر من 21 مليون شخص يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، في أخطر أزمة غذائية حالية على مستوى العالم.

أضف تعليق