ادعاء ترامب بتزوير انتخابات كاليفورنيا هل يستند هذا الادعاء إلى حقيقة؟ أخبار الانتخابات

تصويت الناخبين في كاليفورنيا لصالح خريطة تمثيل جديدة الأربعاء الماضي أثار اتهامات كاذبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن العملية «مزوّرة».

قال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «الاقتراع غير الدستوري لإعادة تقسيم الدوائر في كاليفورنيا عملية احتيال هائلة، فكل الإجراءات، وبخاصة التصويت نفسه، مُزوّرة». وأضاف: «جميع بطاقات الاقتراع بالبريد، حيث يُستبعد الجمهوريون في تلك الولاية، خاضعة لمراجعة قانونية وجنائية شديدة. تابعوا!»

عند سؤاله عن أدلة تثبت حدوث تزوير، أجاب متحدث البيت الأبيض كارولين ليفيت: «هذه حقيقة بحد ذاتها. لديهم نظام اقتراع بريدي شامل نعلم جميعًا أنه عرضة للاحتيال… هناك بطاقات مزوَّرة تُرسَل بأسماء أشخاص آخرين وبأسماء أجانب غير مؤهلين للتصويت في الانتخابات الأميركية».

ردّ مسؤولون ديمقراطيون في الولاية، بمن فيهم الحاكم غافين نيوسوم ووزيرة الخارجية شيرلي ويبر، على مزاعم ترامب. قالت ويبر: «أين بالضبط هذا الاحتيال؟ الهراء لا يعادل الحقيقة».

عندما تواصلت منصة فحص الحقائق مع البيت الأبيض، ردّ متحدث باسمها بسلسلة نقاط، كثير منها نشر سابقًا على «إكس». انتقدت هذه النقاط نظام التصويت في كاليفورنيا لكنها استشهدت بحالة واحدة فقط لأشخاص مُتَّهَمين بتزوير الناخبين، كما أن البيت الأبيض بالغ في تفسير أرقام تسجيل الناخبين وحالات الإزالة من السجلات لدعم مزاعمه.

ما الذي جرى فعلاً؟ أقرّت الولاية التي تميل في تصويتها للحزب الديمقراطي بأغلبية كبيرة مقترحًا لإعادة رسم دوائرها الكونغرسية بهدف زيادة فرص إضافة خمس مقاعد ديمقراطية لمجلس النواب، كرد فعل على إعادة رسم مماثلة في تكساس سعت لزيادة مقاعد الجمهوريين.

دحض أدلة البيت الأبيض على «التزوير»

نظام الاقتراع البريدي: جزء كبير من أدلة البيت الأبيض انتقد نظام إرسال بطاقات الاقتراع بالبريد لجميع الناخبين المسجلين النشطين في كاليفورنيا؛ الولاية من ثماني ولايات تعتمد هذا الأسلوب. أُرسلت ملايين البطاقات ولم تُعاد، كما أشار البيت الأبيض، لكن ذلك لا يثبت وقوع احتيال. يتمّ التحقق من هوية الناخبين عبر مطابقة التوقيعات على أظرف بطاقات الاقتراع مع سجلات التسجيل.

مع أن الناخبين يتلقون بطاقات بالبريد، إلا أن بإمكانهم الإدلاء بصوتهم حضورياً بدل ذلك. عموماً لا يُطلب منهم إبراز هوية، إلا أن العاملين في الانتخابات قد يطلبون هوية إذا كان الشخص يصوّت لأول مرة ولم يُقدّم هوية عند التسجيل.

الاعتماد على جملة واحدة من تقرير ثنائي الحزب عام 2005: اقتبست إدارة البيت الأبيض جملة مفادها «تُعد بطاقات الغياب المصدر الأكبر المحتمل للاحتيال الانتخابي». التقرير أعطى نظرة نقدية على التصويت غير الحضور لكنه لم يطالب بإلغائه، بل أوصى بتحسين الإجراءات الأمنية ودراسات إضافية.

اقتراع غير المواطنين: قال البيت الأبيض إن «سان فرانسيسكو تسمح لغير المواطنين بالتصويت في الانتخابات المحلية، ما يخلق خطراً كبيراً لحدوث احتيال في الانتخابات الفدرالية»، لكنه اعترَف أن غير المواطنين غير مؤهلين للتصويت في الانتخابات الفدرالية. في الحقيقة، تسمح المدينة لغير المواطنين بالتصويت فقط في انتخابات مجالس المدارس المحلية.

قاضت وزارة العدل الأميركية مقاطعة أورانج في يونيو بعد أن حذفت معلومات تعريفية شخصية عند تزويدها بيانات عن 17 غير مواطن مسجلين في قوائم الناخبين. وقال بوغ بايج، مسؤول سجلات الناخبين بالمقاطعة، إن هؤلاء السبعة عشر أبلغوا بأنهم يرغبون في إلغاء تسجيلهم، ومنهم ثمانية أدلّوا بأصوات قبل إلغاء تسجيلهم.

التسجيلات المكررة: ذكر البيت الأبيض أن «كاليفورنيا أبلغت عن 2,178,551 طلب تسجيل مكرر خلال دورة انتخابات 2024 — ما يعادل 15.6% من إجمالي الناخبين المسجلين». هذا العرض مضلل لأنه يُوحي بأن أشخاصًا ظهروا أكثر من مرة في القوائم. المصطلح «تسجيلات مكررة» يشير إلى عدد طلبات التسجيل التي استلمتها الجهات الانتخابية ولم تُعالَج لأنها كانت مطابقة لتسجيل قائم بالفعل. قد يحدث ذلك بالخطأ؛ بعض الأشخاص يسجلون وينسون أو يرسلون طلبين — عبر البريد وعبر الإنترنت.

الرقم الذي استشهد به البيت الأبيض يمثل عدد المرات التي اكتشف فيها مسؤولو كاليفورنيا هذا التكرار، لا عدد الأخطاء التي ارتكبوها. ويعود مصدر الرقم إلى مسح وطني عن نشاط التصويت وإدارة الانتخابات للفترة 2022–2024 أجرته مفوضية المساعدة الانتخابية الأميركية.

إزالة الناخبين بعد الوفاة: قال البيت الأبيض إن «كاليفورنيا أزالت 378,349 ناخبًا من السجلات بسبب الوفاة (11.9%)، وهو أدنى بكثير من المتوسط الوطني» بين انتخابات 2022 و2024. هذا استدلال انتقائي: البيت الأبيض استشهد فقط بالحالات المرتبطة بالوفاة، وهي سبب واحد من أسباب شطب الناخبين.

في المجموع، أزالت كاليفورنيا أكثر من 3.177 مليون ناخب من قوائمها لجميع الأسباب بين 2022 و2024، وفقًا لنفس المسح — أي معدل إزالة يبلغ 12.4% من مجمل المسجلين، مقارنةً بمتوسط وطني 9.1%. أزالت الولاية نسبة أكبر من الناخبين لأسباب أخرى مثل الانتقال أو عدم إعادة إرسال إشعار التأكيد.

جرائم تزوير الناخبين: أشار البيت الأبيض إلى امرأة واحدة وُجهت إليها تهم بتزوير الناخبين. في سبتمبر، وُجهت تهم جنائية لامرأة من كوستا ميسا بخمس جنايات لتسجيلها كلبها بصورة غير قانونية للتصويت؛ قُبل صوت الكلب في انتخابات إقالة الحاكم عام 2021 لكن رُفض في الانتخابات التمهيدية 2022. قالت المرأة إنها أبلغت السلطات بنفسها، وبحسب محاميها، فقد فعلت ذلك لإثبات وجود ثغرات في النظام الانتخابي بالولاية.

تظهر قاعدة بيانات مؤسسة هيريتيج المحافظة لحالات تزوير الناخبين 69 قضية في كاليفورنيا بين 1982 و2025. وتُظهِر القاعدة عشرات القضايا أيضًا في ولايات تميل إلى التصويت الجمهوري، مثل فلوريدا، التي لا ترسل بطاقات اقتراع بريدية لجميع الناخبين.

حكمنا

قال ترامب إن التصويت في كاليفورنيا «مزوّر».

شرح البيت الأبيض أعاد تشكيل البيانات عن التسجيلات المكررة، وانتقَى بيانات عن حالات إزالة الناخبين بسبب الوفاة، واستند إلى حالة واحدة فقط لأمرأة مُتهمة بتزوير الناخبين من بين نحو 23 مليون ناخب مسجل، ووجه اتهامات غير مسندة بشأن السماح لغير المواطنين بالتصويت في انتخابات مجالس المدارس في سان فرانسيسكو. لم يقدّم البيت الأبيض دليلاً قاطعًا على أن التصويت في كاليفورنيا «مزوّر». نقيم تصريح ترامب على أنه زائف.

ساهمت كارين بيرد في إعداد هذا التقييم.