بيا، رئيس الكاميرون البالغ 92 عاماً — أكبر حاكم في العالم يؤدي اليمين لولاية ثامنة

بول بيا يؤدي اليمين بعد إعادة انتخاب أثارت احتجاجات دامية

أدى الرئيس الكاميروني بول بيا، البالغ من العمر 92 عاماً، اليمين لمهلة رئاسية جديدة تمتد سبع سنوات، بعد فوزه في انتخابات أثارت اتهامات من المعارضة بـ«التزوير» واندلعت على إثرها احتجاجات دامية في مناطق عدة من البلاد.

خلال كلمة أمام البرلمان، تعهد بيا بالوفاء لثقة الشعب والعمل من أجل «بلد موحَّد ومستقر ومزدهر»، فيما تصف أطراف معارضة فوزه بأنه «انقلاب دستوري» على إرادة الناخبين.

تداعيات الاقتراع

تلت اقتراع 19 أكتوبر احتجاجات تخللتها أعمال عنف أوقعت قتلى، ثم فرضت السلطات إغلاقاً لثلاثة أيام بعد أن أعلن وزير سابق ومرشح بارز، عيسى تشيروما، فوزه وادعى حدوث تلاعب في النتائج. وأقرت الحكومة بوقوع ما لا يقل عن خمسة قتلى خلال الاحتجاجات، بينما تقول جماعات المعارضة والمجتمع المدني إن عدد الضحايا أعلى بكثير.

جرت مراسم حلف اليمين في جلسة برلمانية بمدينة ياوندي التي وصفها السكان بأنها كانت مشددة التواجد عسكرياً ومكتظة بالمرافق خاوية جزئياً.

أصوات من الشارع والأوساط الأكاديمية

قالت بريسيلا أييمبوه، خاطِـمة تبلغ من العمر أربعين عاماً في ياوندي، إنها لا تتوقع أن يغيّر عهد جديد لبيّا شيئاً في واقع المواطنين: «لقد سئمت حكم بيا ولم أعد أهتم بما يفعل. يا للأسف. أتعجب ماذا سيحل بكاميرون خلال السنوات السبع المقبلة: لا طرق، لا ماء، ولا وظائف».

من جانبه، وصف منجّاه فيتاليس فاغها، محاضر كبير في العلوم السياسية بجامعة بوا، حفل التنصيب بأنه «يتم في أجواء سياسية متوترة لكنها مُحكَمة الضبط، تتسم بانقسامات عميقة بين النخبة الحاكمة وشعب يتزايد إحباطه». وأضاف أن الاحتفال جاء وسط مطالب بالتجدد السياسي وتحديات أمنية مستمرة في المناطق الناطقة بالإنجليزية، ومخاوفف واسعة حول الحوكمة وخطة التعاقب على السلطة.

يقرأ  تغييرات التأشيرات ستؤثر سلبًا على أعمالي

المحكمة العليا والنتائج الرسمية

أعلنت المحكمة العليا في 27 أكتوبر فوز بيا بنسبة 53.66% من الأصوات مقابل 35.19% لمنافسه السابق والحليف السابق عيسى تشيروما، الذي يصرّ على أن النتيجة «زورت» وأن «إرادة الشعب الكاميروني داسَت في وضح النهار، وسيُسجل ذلك كسرقة انتخابية وانقلاب دستوري بوقاحة مخزية».

خلفية الحكم واستمراريته

يتولى بيا السلطة منذ عام 1982 إثر استقالة أول رئيس للبلاد، وأعقب ذلك تعديل دستوري سنة 2008 ألغى حدود الولاية الرئاسية. وثار جدل مستمر حول صحته مع قضاء الرئيس غالبية وقته في أوروبا، مما أدى إلى تفويض إدارة شؤون الحكم إلى قيادات حزبية ومسؤولين من عائلته.

أثر ذلك أن حكمه طالت مدته أكثر من عمر كثير من المواطنين؛ فأكثر من سبعين بالمئة من سكان البلاد التي تقارب 30 مليون نسمة دون الخامسة والثلاثين. وإذا أنهى ولايته كاملة فسيغادر المنصب وهو يكاد يبلغ المائة عام.

تقييم للحصيلة

كان لتجربة حكمه نتائج متباينة: تمردات مسلحة في الشمال والغرب، واقتصاد راكد تركا شريحة واسعة من الشباب محبطة من واقع البلاد والقيادة السياسية.

أضف تعليق