مؤسسة FLAG الفنية ومتحف باريش للفنون يخططان لشراكة جديدة لتنظيم معرض

أعلنت مؤسسة FLAG للفنون التي تتخذ من نيويورك مقراً لها ومتحف باريش للفنون في ووتر ميل بولاية نيويورك عن شراكة جديدة تقتضي أن تتعاون المؤسستان في تنظيم ثلاث معارض سنوياً ابتداءً من العام المقبل وحتى عام 2030.

ستتولى فرق القيمين في المتحف ومؤسسة FLAG التنظيم المشترك لهذه المعارض، التي ستُقام في صالتين متجاورتين داخل متحف هامبتونز. ومن المقرر افتتاح المعرض الافتتاحي في مارس 2026؛ وهو معرض فردي لإلسورث كيلي يضم أعمالاً امتدت على مدار ثمانية عقود من مسيرته الفنية.

مقالات ذات صلة

تستند هذه الشراكة إلى تعاون سابق أُطلق العام الماضي، حين بدأ المتحف وFLAG سلسلة معارض بعنوان «FRESH PAINT» عرضت أعمالاً لم تُعرض من قبل لفنّانين معاصرين. لقد كان هذا التعاون مثمراً إلى درجة دفعت المؤسستين إلى توسيع نطاقه.

«العمل الجماعي والتعاون أمور طالما اعتز بها، وكثيرة هي محطات مسيرتي المهنية التي نمت بفضل الشراكات»، قال غلين فورمان، مؤسس مؤسسة FLAG، في مقابلة عبر زووم مع ARTnews. «مؤسسة FLAG مبنية بالتأكيد على طبيعة الشراكات. كل منا يضيف عناصر مختلفة معاً».

«لقد نجح الأمر بشكلٍ رائع، ولهذا نعمل على التوسع»، قالت مونيكا راميريز-مونتاجوت، المديرة التنفيذية لمتحف باريش.

كما سيحمل منصب مُنسق المعارض المساعد في متحف باريش رسمياً لقب: منسق مشارك للفن المعاصر باسم مؤسسة FLAG للفنون. وقالت راميريز-مونتاغوت إنها اقترحت هذا التسمية كأداة «لاحتفاظ بالمواهب»، مضيفة: «كمتحف إقليمي يتفوق أحياناً على حجمه، ومع وجود قيّمين موهوبين يقدمون عملاً استثنائياً، علينا أن نضمن بقائنا جذّابين للمحترفين في المتاحف وأن نحافظ على عملهم في سياق إقليمي».

Reggie Burrows Hodges, Labor: Sound Bath, 2022 — عرض تركيبي في متحف باريش ضمن «Fresh Paint»، 2025.
الصورة: غاري مامي/© رجيه بوروز هودجز/بإذن من الفنان ودار Karma

يقرأ  دعوة للشفاء المجتمعي «لا أحد يعلم كل ما يلزم» في متحف هاغرتي للفنون — كولوسال

سيلتقِي هذا المنصب سكوت هاتشينسون، التي انضمت إلى باريش في أكتوبر 2024، وقد عملت مع FLAG في عدة معارض من سلسلة «Fresh Paint». كثيراً ما قامت هاتشينسون بزيارات إلى الاستوديوهات برفقة مدير FLAG جوناثن رايدر في سياق تنظيم السلسلة، وقد شاركا إشراف عدد من العروض معاً.

«هذه طريقة أخرى للتفكير في دعم الممارسة الفنية خارج جدراننا المادية»، قال رايدر. «مهمتنا تدور حول دعم الممارسة المعاصرة بكل أشكالها، وفكرة أن نتمكن من تقديم ثلاث معارض إضافية بمعيار متحفي سنوياً تثير حماسنا بشدّة في هذا الظرف».

«كان التعاون شراكة رائعة بالنسبة لنا»، قالت هاتشينسون. «التشارك مع فرق صغيرة لكنها فعّالة مثل فريق مؤسسة FLAG طريقة لتبادل الأفكار والنمو بخبرتنا القيمية هنا في باريش».

وصف فورمان معرض كيلي، الذي أنتِج بشراكة مع وصية الفنان وصالة العرض Matthew Marks، بأنه «أمر استثنائي حقاً». «قضى إلسورث وقتاً طويلاً في هامبتونز. كان يعرف المجتمع ويحبّه كثيراً».

قالت راميريز-مونتاغوت إن اختيار كيلي كالمعرض الأول جاء جزئياً لارتباطه بمنطقة الشاطئ الشرقي، حيث يركّز المتحف غالباً على الفنانين ذوي الصلات بهذه الجهة من لونغ آيلاند.

لقد كان لغلين فورمان منزل عائلي في هامبتونز وكان يزور الطرف الشرقي منذ عقود، منذ تخرجه من الجامعة، وعلى مرّ السنين تعرّف على متاحف المنطقة، بينها متحف باريش. صادق لاحقاً المديرة السابقة للمتحف تيري سولتان، وأدى هذا التقارب إلى موافقته على إعارة طويلة الأمد لتمثالين لروي ليختنشتاين بعنواني Tokyo Brushstroke I & II (1994) يقفان خارج المتحف منذ 2014. ومع مرور الوقت قام أيضاً بإعارة أعمال أخرى مثل قطعتَي إيزا جينزكن «زهرتان» (2015/16).

بعد رحيل سولتان عن المتحف في 2021، ظنّ فورمان أن تواصله مع باريش قد يتلاشى كما يحدث أحياناً في فترات تغيير القيادة، لكن راميريز-مونتاغوت تواصلت معه بعد تولّيها المنصب في 2022.

يقرأ  إطاحة رئيس الوزراء تُغرق فرنسا في أزمة سياسية جديدة

«منذ اللحظة الأولى خرجتُ من ذلك الاجتماع الأول وأنا أقول: هذا لحظة مثيرة للمتحف. ستكون رؤية جديدة، ونظرة نحو المستقبل»، استذكر فورمان. «كنت متحمّساً لأن أكون داعماً ولو بمقدار بسيط».

قاد ذلك الحوار الأولي في نهاية المطاف إلى إطلاق سلسلة «Fresh Paint» عام 2024 بشراكة مؤسسة FLAG للفنون. أُقيمت العروض في بهو المتحف وكانت متاحة للجمهور مجاناً، واستندت إلى مبادرة FLAG المعروفة بـ«Spotlight». شهدت سلسلة «Fresh Paint» تعاون المؤسستين في عروض أحادية العمل لفنّانين مثل لورين هالسي، ديريك آدامز، رجيه بوروز هودجز، رافن هالفمون، ورودولف ستينجل.

كان عمل ديريك آدامز «Getting the Bag» (2024) موضوع معرض «Fresh Paint» في باريش لعامي 2024–25.

قالت راميريز-مونتاغوت إن السلسلة جذبتها لأنها تسير عكس آلية عمل المتاحف التقليدية؛ فمعظم المؤسسات تخطط للمعارض قبل سنوات، ليس فقط لإجراء البحث اللازم عن فنّان أو موضوع معيّن، بل أيضاً لجمع التمويل اللازم لها. قالت إنها كانت تفتقد وجود يدٍ تلمس نبض الجدل الوطني، والحضور المتواصل مع خطاب المجتمع، والقدرة على الاستجابة لما يجري بسرعة أكبر.

عند توليها المنصب، ركزت راميريز-مونتاجوت على إعادة صياغة ما يقدمه متحف باريش لجمهوره: سواء لسكان الشرق الذين يعيشون هناك طوال العام، أو للزوار الصيفيين من طبقة الميسورين الذين كثيراً ما يضمّون أسماءً من عالم الفن الدولي. وأوضحت أن نطاق خدمة المتحف يمتد لحوالي خمسين ميلاً، وأنه يتعاون مع خمسة مديريات تعليمية.

نحو تعريف المؤسسة قالت: «نحن المتحف الإقليمي الرائد». وأضافت أن باريش يمتلك ذراعين: الذراع اليسرى مخصّصة للمجتمع المحلي الذي نخدمه طيلة العام، والذراع اليمنى مكرّسة لبرمجة فنية عالية المستوى تلبّي توقعات الخبراء والنقاد الذين يرتادون الهامبتونز في فصل الصيف.

وتابعت أن منهج إدارة المتحف يقوم على احتضان هذا الانقسام والعمل ضمنه كاستراتيجية فعّالة.

يقرأ  بيرفورما يؤجل عرض عمل الفنان الفائز بجائزة الأسد الذهبي بسبب الإغلاق

التركيز المستمر على برامج العام الكامل يظهر بوضوح في شراكة العرض الجديدة مع FLAG، التي ستقدم ثلاث معارض سنوياً؛ الأولى عادة من شباط/آذار حتى حزيران، والثانية من تموز حتى تشرين الأول/تشرين الثاني، والثالثة تدور حول موسم الأعياد. وبهذه الشراكة تتيح راميريز-مونتاجوت «أن نبدأ في بناء برنامج ذا مستوى رفيع على مدار السنة».

لورين هالسي — عمل «pride n progress thang» (2024) — عرضت كجزء من معرضها «Fresh Paint» في متحف باريش.

وليس هذه المرة الأولى التي تتعاون فيها FLAG مع مؤسسة لدعم الفن المعاصر. فمنذ 2018 دخل فورمان في شراكة مع الجامعة الجامعية لجمعية سوزان ديل بوث على جائزة Suzanne Deal Booth / FLAG Art Foundation، التي أُطلقت في 2016؛ تُمنح كل عامين وترافقها جائزة مالية قدرها 200,000 دولار بالإضافة إلى معرض منفرد في The Contemporary Austin، بالتعاون معه، وفي FLAG بنيويورك.

قارن فورمان دوره بأنه على «مستوى عالٍ جداً»، وقال إنه يرى شراكة باريش كنموذج محتمل يمكن أن تحتذي به متاحف أخرى. وأشار إلى دعم قدّماه هو وزوجته أماندا لمؤسسة المعاصرة في فيلادلفيا قبل سنوات، والذي مكّنها من إلغاء رسوم الدخول.

وأضاف: «إذا أدّى هذا إلى خمس شراكات مماثلة بين مؤسسات خاصة وخمسة متاحف في أنحاء البلاد، فكل التعزيزات مرحب بها؛ فهذا يعني معارض أفضل، ودعماً أوسع للمتاحف والفنانين — انتصار حقيقي بالنسبة لنا».

ختاماً قالت راميريز-مونتاجوت: «الأمر لا يكتفي بملء كثير من الخانات فحسب، بل ينجز ذلك بطريقة مختلفة قد لا تعتاد عليها المتاحف؛ وهذا يفتح أمام المؤسسات الأخرى إمكانية رؤية أساليب تشغيليّة مغايرة».

أضف تعليق