ميليشيا قوات الدعم السريع بالسودان تعلن موافقتها على هدنة إنسانية

قائد التقرير: باربرا بليت أشر

أعلنت قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، موافقتها على اقتراح أميركي بوقف إطلاق نار إنساني، وفق بيان صدر عن الحركة الخميس. الحكومة التي يقودها الجيش في الخرطوم لم تُجب بعد على العرض، وجاء بيان الدعم السريع بعد سيطرتها على مدينة الفاشر عقب حصار دام ثمانية عشر شهراً.

الحصار الطويل قطع واردات الإغاثة وعرقل وصول المساعدات رغم مناشدات الأمم المتحدة المتكررة، ما أدّى إلى انتشار المجاعة بين السكان غير القادرين على الفرار؛ ومؤشرات رصد الجوع المدعومة من الأمم المتحدة أكدت وجود أوضاع مجاعة في المدينة. تواجه قوات الدعم السريع ردود فعل دولية بعد تقارير عن عمليات قتل جماعي نسبت لمقاتليها، وهو ما تنفيه الحركة جزئياً، مع اعترافها بوقوع “انتهاكات” أقرب إلى تصرفات أفراد واعتقال بعض المتهمين.

اندلع النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. خلال الحرب قُدّمت مقترحات مختلفة لوقف إطلاق النار من الطرفين، لكن لم يثبت أي اتفاق على الأرض. في سبتمبر، اقترحت كل من الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تليها هدنة دائمة ثم انتقال إلى حكم مدني. وسارعت الحركة بالإعلان عن قبولها الدخول في الهدنة المقترحة من الدول الأربع “لمعالجة العواقب الإنسانية الكارثية للحرب” والسماح بـ”التسليم العاجل” للمساعدات.

كما أكدت الحركة سعيها إلى الانخراط في مفاوضات لوقف الأعمال العدائية “بما يعالج جذور الصراعات” ويهيئ البيئة المناسبة لـسلام عادل وشامل ودائم. ومن جهته، شكر وزير الدفاع السوداني الحسن كبرون، في كلمة متلفزة، إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على “جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام”، لكنه شدد بأن الاستعدادات الوطنية لمواجهة قوات الدعم السريع مستمرة، معتبراً أن “التحضير للحرب حق شرعي ووطني”.

يقرأ  فوز حزب مولدوفا المؤيد للاتحاد الأوروبي في انتخاباتٍ تشوبها اتهامات بتدخل روسي

من Nairobi، صرح القائم بالأعمال السوداني محمد عثمان اكاشة لـBBC أن الحكومة العسكرية لن تتفق على وقف القتال إلا بتفكيك الدعم السريع وتسليم أسلحتها ومحاسبة قيادتها. وقال: “لا معلومات لديّ عن مقترح هدنة؛ الأكيد أن حكومة وشعب السودان عازمون على هزيمة هذه الميليشيا.”

جاء إعلان الهدنة بعد تحذير من منظمة إغاثية يؤكد أن شبكة مطابخ مجتمعية محلية في السودان على شفا الانهيار. هذه المطابخ، التي تديرها جهات محلية في مناطق يصعب على المنظمات الدولية الوصول إليها، تواجه الإغلاق بسبب الإهمال والنقص وإرهاق المتطوعين. نقل تقرير لإسلاميك رليف عن أحد المتطوعين أنه من المتوقع إغلاق معظم هذه المطابخ خلال ستة أشهر — وهي خطوط حياة أساسية لملايين المتضررين من الحرب.

تسبب النزاع فيما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم؛ وتُقدّر الأرقام أن أكثر من 24 مليون شخص يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء في السودان. فرّ أكثر من 60 ألف شخص من الفاشر إلى مخيمات في طويلة وتويلا بعد سيطرة الدعم السريع على المدينة أواخر الشهر الماضي، حسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وردت تقارير عن عمليات قتل منهجية أثناء استيلاء مقاتلي الحركة على المدينة، وأبلغ ناجون الـBBC عن معاناة لا تتصوّر وعن مشاهد تعذيب رجال حاولوا الفرار.

أعلن قائد الحركة، الفريق محمد حمدان دقلو، الأسبوع الماضي عن فتح تحقيق في “انتهاكات” نسبت لمقاتليها في الفاشر، ونشرت الحركة لاحقاً لقطات قالت إنها تُظهر اعتقال مقاتل متّهَم بتنفيذ إعدامات. من جهتها، قررت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عقد جلسة طارئة حول وضع الفاشر في 14 نوفمبر.

أضف تعليق