جولةٌ داخلَ المقرِّ الجديدِ لمتحفِ الاستوديو

متحف الاستوديو في هارلم انتقل إلى مقر جديد مبهر.

تأسّست هذه المؤسسة قبل 57 عاماً لتكريس فضاء فني للفنانين ذوي الأصول الأفريقية، وقد افتتح المتحف مبناه الجديد في معاينة صحيفيّ يوم 6 نوفمبر، تمهيداً لإعادة الافتتاح الجماهيري السبت المقبل. المؤسّسة — التي أنشأها مجموعة من الفنانين والنشطاء — أغلقت موقعها في شارع 125 عام 2018 لإجراء أعمال بناء المبنى الجديد، وهو الأول المصمّم خصيصاً لها. كان متحف الاستوديو قد بدأ في موقع في الجادة الخامسة قبل أن ينتقل في ثمانينيات القرن الماضي إلى محلّه الحالي عند شارع 125 وبوليفارد آدم كلايتون باول الابن، في مبنى بنك نيويورك للاحتياطي السابق.

المبنى الجديد المبهر، بمساحة تقارب 82,000 قدم مربع (نحو 24,993 متر مربع) عند نفس الموقع، صممته شركة Adjaye Associates بالتعاون مع Cooper Robertson. تجدر الإشارة إلى أن المعماري ديفيد أداجي وُجّهت إليه اتهامات بسوء السلوك الجنسي عام 2023 فتراجع عن دورٍ فاعل في المشروع بعدها، وقد نفى هذه الادعاءات.

قالت المخرجة ورئيسة قسم المعارض ثلميّا غولدن لوسائل الإعلام: «لقد افتقدت فعلاً وجود مساحتنا الماديّة». وخلال سنوات الإغلاق أوضح موظفو المتحف أنّ الزوار والأصدقاء والأعضاء والفنانون عبّروا عن اشتياقهم للمكان في كل المحافل.

يفتتح المتحف بمجموعة من المعارض الافتتاحية، من بينها معرض توم لويد، استعراض لمسيرة الفنان-الناشط في قاعة واحدة يضم منحوتاته الضوئية الومّاحة. وأعمال من مجوعة المتحف التي تقارب 9,000 قطعة موزَّعة على ثلاث قاعات تظهر ضمن معرض «من الآن: مجموعة في سياقها» بعرض متجدد ودوراني.

أشارت القيّمة كونّي تشوي إلى أن تأخر الإنجاز جزئياً بسبب جائحة كوفيد-19 منح المتحف فرصةً للغوص في تفاصيل داخله: «أتاحت لنا الفرصة للتدقيق في مقتنياتنا، لإجراء البحوث، والحفظ، والإطارات. كما خضنا نقباً عميقاً في تاريخنا المؤسسي بطريقة لم نتمكن من فعلها سابقاً.» وأضافت غولدن: «فكّرنا بعناية في كيفية البقاء حاضرين رغم الإغلاق.» خلال فترة السبع سنوات هذه، أطلق المتحف عدداً من الشراكات، بينها معرض متنقل بعنوان «الانكسارات السوداء: مقتطفات من متحف الاستوديو»، لكن العديد من هذه البرامج قاطعتها جائحة كوفيد-19.

يقرأ  ما الذي يربط ممداني باللوفر؟أنتم تلفظون أسماؤهم بشكلٍ خاطئ

تقول تشوي إنها متحمسة بشكل خاص لاستعراض لويد، مشيرةً إلى أنه كان أوّل فنان يشارك في برنامج الورش الاستوديو التابع للمتحف. وتصف تشوي المساحة الجديدة بأنها «مساحة للتأمل، حتى مع كون الأعمال تومّض وتثير الحواس. نأمل أن يهدأ الزوار؛ إذ إنهم آتُون من شارع 125، الشارع الأكثر ازدحاماً في هارلم، إلى مكان يسمح لهم بالراحة والوقوف لحظة والتّأمل في العمل الفني.»

تتوزّع في المعرض أعمال لورين أوغرادي (منها «الفن هو…» عند مدخل إحدى القاعات)، وأعمال لتوم لويد، وويليام تي. ويليامز («ترين»، 1969)، وإليزابيث كاتليت («الأم والطفل»، 1993)، وديفيد هامونز («صَلّوا لأمريكا»، 1969، وصخرة «بلا عنوان» 2019)، وباركلي إل. هندريكس («لاودي ماما»، 1969) — إلى جانب مشاهد للمعارض تُظهر إطلالات خلّابة على أفق هارلم وسطح يوفّر رؤية بانورامية للمدينة، وسلم داخلي مضيءَ بضوء طبيعي يخترق الفضاء.

المتحف الآن يواجه شارع 125 الصاخب، لكنه يوفر داخل جدرانه ملاذاً بصرياً وفكرياً يسمح للزائرين بالتهدئة والتأمل في سياق تاريخي وفني غني.