اعتقال 11 رجلاً خلال تظاهرات محتدة قبيل مباراة يوروبا ليغ بين أستون فيلا ومكابي تل أبيب في برمنغهام. جميع الموقوفين من الذكور وتتراوح أعمارهم بين 17 و67 عاماً، والغالبية وُجهت إليهم تهم متعلقة بجرائم النظام العام ذات دافع عنصري.
التظاهرات
تجمع مناصرون مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل خارج ملعب المباراة مساء الخميس، ورغم التوترات فقد أُقيمت المباراة دون تعطيل كبير واحتفظت بأجواء داخلية هادئة نسبياً مع مساحات واسعة من المقاعد الخالية. قبل البداية شهدت محاولات اشتباك مع الشرطة خارج الاستاد واندلعت مناوشات محلية بين مشجعين ورجال الأمن.
تفاصيل الاعتقالات والأنشطة الأمنية
قالت شرطة ويست ميدلاندز في بيان عقب المباراة إن من بين المعتقلين رجلين في الحادية والعشرين وشاباً عمره 17 عاماً، وإن الحالات تضمنت:
– موقوف (21 عاماً) حاول رمي ألعاب نارية نحو المدرج.
– موقوف يُشتبه بحيازته مخدرات بقصد التداول.
– موقوف (21 عاماً) رفض إزالة غطاء وجه عندما طُلب منه ذلك.
– شاب (17 عاماً) تجاهل أمراً بالتفريق.
والغالبية اُعتقلت بتهم تتعلق بالنظام العام ذات دوافع عنصرية.
ليلة المباراة حشدت عملية أمنية هائلة: أكثر من 700 ضابط من شرطة ويست ميدلاندز و25 قوة أخرى من أنحاء المملكة المتحدة، إلى جانب خيالة شرطة وفرق كلاب درونز ووحدات مرورية. المباراة أُقيمت على فيلا بارك وانتهت بفوز أصحاب الأرض 2–0.
تغريدة الشرطة
أفادت تغريدة رسمية لشرطة ويست ميدلاندز: “اعتقلنا ستة أشخاص الليلة:” ثم سردت الحالات: رجل 21 عاماً لعدم الامتثال لأمر إزالة القناع، صبي 17 عاماً لعدم الامتثال لأمر التفرقة، ثلاثة أشخاص لارتكاب جرائم نظام عام ذات دوافع عنصرية، وشخص واحد بتهمة خرق النظام العام.
حظر جماهير مكابي وحجج الشرطة
أعلنت أستون فيلا الشهر الماضي أن مشجعي مكابي تل أبيب لن يُسمح لهم بحضور المباراة، قرار اتخذته مجموعة المشورة الأمنية في برمنغهام استناداً إلى معلومات استخباريّة قدمتها الشرطة. نقلت تقارير أن الحظر جاء بسبب مستويات كبيرة من الشغب داخل قاعدة مشجعي مكابي، ما شكل تهديداً للسلامة المحيطة بالمباراة أكثر من كونه تهديداً مباشرًا لوجود إسرائيليين في الملعب.
وقال قائد شرطة ويست ميدلاندز، المفتش توم جويس، لوسائل إعلام: «لدينا معلومات تفيد بأن هناك شريحة من مشجعي مكابي — وليس جميعهم — تنخرط في مستويات كبيرة من الشغب». وأضاف أن هذا الاستخبار لم يكن مبرراً وحيداً لكنه كان عاملاً رئيسياً في قرار الحظر.
خلفية الحوادث السابقة
حظر المشجعين نادر في كرة القدم الأوروبية ويُطبّق عادةً حين توجد سوابق عن عنف بين جماهير متنافسة. لم تكن هناك حوادث سابقة مباشرة بين مشجعي أستون فيلا ومكابي تل أبيب، لكن جماهير مكابي جذبت اهتماماً متزايداً خلال العام الماضي على خلفية توترات الحرب في غزة. الموسم الماضي اندلعت اشتباكات عنيفة في أمستردام خلال مباراة يوروبا ليغ ضد أياكس، وأسفرت عن اعتقال أكثر من 60 شخصاً ونقل خمسة إلى المستشفى بعد ليلة من الاضطرابات. وأظهر تسجيل مصور موثَّق من وكالات أنباء هتافات مناوئة للعرب في صفوف بعض مشجعي مكابي، كما سجلت حالات إحراق وتهشيم لراية فلسطينية وتخريب سيارة أجرة، ما دفع عمدة المدينة لاحقاً إلى الإعلان أنها لن تستضيف الفريق مرة أخرى.
تقييم خبراء
قال الخبير الكروي نيكولاس بلينكوا إن مخاطر الاضطرابات المرتقبة في مباراة أستون فيلا ومكابي تل أبيب ترتبط أيضاً بتاريخ وصفه بأنه «عنصري» لبعض عناصر قاعدة مشجعي مكابي. وأضاف: «هؤلاء الألتراس [في مكابي] أصبحوا أكثر اتساقاً مع توجهات يمينية قومية وصريحرة في مواقفها العنصرية».
ملاحظات ختامية
رغم الأجواء المشحونة والتحضير الأمني المكثف، مضت المباراة قدماً وتمكن المنظمون من تفادي تعطيل كبير. ومع ذلك، تظل القضية مؤشراً على مدى هشاشة المساحات الرياضية حين تتقاطع الصراعات السياسية مع ظواهر الشغب الجماهيري، وحاجة السلطات إلى توازن دقيق بين الحق في الحضور الرياضي وضمان السلامة العامة.المتظاهرونون