مدارس الأونروا في غزة: صفوف نهاراً وملاجئ للمهجّرين ليلاً | أخبار الصراع الإسرائيليّ–الفلسطيني

حوالي 300 ألف تلميذ وتلميذة تابعين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حُرموا من الحصول على تعليم نظامي منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ببطء تعود الفصول الدراسية في غزة إلى الحياة بعد عامين من القصف والدمار المتواصلين الذين شطروا نسيج الحياة اليومية في القطاع: منازل ومستشفيات ومدارس تهدّمت أو تضررت بشدّة.

بعد مرور أربعة أسابيع على الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، تشرع الأونروا في إعادة فتح مدارس في أنحاء القطاع على رغم استمرار القصف وفرض قيود مشدّدة على تدفّق المساعدات الإنسانية.

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حُرم أكثر من 300 ألف طالب وطالبة من التعليم النظامي، وتضررت أو دُمّرت نحو 97% من مباني مدارس الوكالة بفعل القتال. ما كانت فيما مضى مراكز تعليمية تحولت اليوم إلى ملاجئ لمئات العائلات النازحة.

من قلب مدينة دير البلح، نقل مراسل الجزيرة طارق أبو عزوم مشاهد عائلات تشارك الأطفال الفصول الدراسية وهم يحاولون استعادة ما تبقّى من مستقبلهم التعليمي. تروي الطالبة الفلسطينية إنعام المغاري، التي عادت للدراسة، كيف أثّرت الحرب على تعليمها: «كنت أدرس سابقًا، لكن غبنا عن المدرسة لمدة عامين. لم أُكمِل الصف الثاني والثالث، والآن أنا في الصف الرابع لكنني أشعر أنني لا أعرف شيئًا». وأضافت: «اليوم جلبنا مراتب بدل الطاولات لنجلس ونذاكر».

تأمل الأونروا توسيع خدماتها التعليمية خلال الأسابيع المقبلة، حسب إيناس حمدان، رئيسة مكتب الاتصال بالوكالة. وقالت حمدان: «تسعى الأونروا إلى توفير التعليم الحضوري عبر مساحات التعلم الآمنة المؤقتة لأكثر من 62 ألف طالب في غزة. نعمل على توسيع هذه الأنشطة عبر 67 مدرسة إيواء منتشرة في القطاع، وبالتوازي نستمر في تقديم التعلم عن بعد لـ300 ألف طالب». وفي هذا السياق تضطر العائلات النازحة إلى إخلاء الغرف التي تقيم فيها ثلاث مرات أسبوعيًا لإتاحة الفصول للأطفال، كما تشرح أم محمود: «نفرغ الصفوف كي تتاح الفرصة للأطفال للتعلم، لأن التعليم أمر حيوي. نُعطي الأولوية للتعلم ونأمل أن تتحسّن الظروف لخفض الفجوات في جودة التعليم».

يقرأ  مجلس الأمن يرفض قرار تمديد تخفيف العقوبات عن إيران أخبار الطاقة النووية

الحرب تركت أثرًا نفسيًا هائلًا على الأطفال؛ يحذر الأخصائيون النفسيون من أن أكثر من 80% منهم يظهرون أعراض صدمة شديدة. وقدّرت اليونيسف أن أكثر من 64 ألف طفل قُتلوا أو جُرحوا خلال القتال في غزة. وقال إدوارد بيجبيدير، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «تحمّل مليون طفل يوميات الرعب في في العالم الذي بات أخطر مكان ليعيش فيه الطفل، وغادرهم ذلك محمّلين بجراح الخوف والفقد والحزن».

أضف تعليق