الولايات المتحدة تنضم إلى إسرائيل كالدولة الوحيدة الأخرى الرافضة للحضور في مراجعة إجبارية لسجل الحقوق في الامم المتحدة
لم ترسل واشنطن ممثلاً لها لحضور جلسة استعراض سجلها في مجال حقوق الإنسان، لتصبح بذلك ثاني دولة في التاريخ تمتنع عن المشاركة في إجراء المقرر لكل الدول الأعضاء. عُقد الاستعراض، ضمن آلية الاستعراض الدوري الشامل التي تُجرى كل أربع إلى خمس سنوات، يوم الجمعة من دون حضور الولايات المتحدة.
«كان من المفترض أن نجتمع اليوم للتقدم في استعراض الولايات المتحدة»، قال يورغ لاوبر، رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مضيفًا: «ومع ذلك، أُشير إلى غياب وفد الولايات المتحدة عن هذه القاعة».
أعلنت واشنطن في آب/أغسطس أنها لن تحضر الجلسة، فانضمت بذلك إلى حليفتها إسرائيل كالدولة الوحيدة الأخرى التي قاطعت العملية التي تتعرض فيها جميع الدول الأعضاء الـ193 لتدقيق في سجلاتها الحقوقية. كانت مواضيع مثل حقوق الأشخاص من مجتمعات الميم، وحقوق المهاجرين، وعقوبة الإعدام على جدول النقاش.
مثّل مندوب الصين في الجلسة موقفًا ينتقد واشنطن، معتبراً أن غيابها يظهر «عدم احترام لآلية الاستعراض الدوري الشامل»، فيما اتهمت كوبا الولايات المتحدة بالخوف من نتائج إشراف أوسع على سجلها الحقوقي.
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن «نظراً لمكانتها الدولة المؤسسة للأمم المتحدة ودورها الرئيسي في الدفاع عن الحريات الفردية، فلن نقبل دروسًا حول سجلنا الحقوقي من أعضاء في مجلس حقوق الإنسان مثل فنزويلا أو الصين أو السودان».
لطالما اعترضت الولايات المتحدة على رقابة المؤسسات الدولية على ممارساتها في مجال حقوق الإنسان، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب اتخذت موقفًا وطنيًا صارمًا ومتحفظًا حيال الأطر الدولية التي قد تقيّد استخدام القوة الأمريكية داخليًا أو خارجيًا. وقد سعت واشنطن أيضًا إلى ممارسة ضغوط على مؤسسات دولية انتقدت حلفاءها، بما في ذلك فرض عقوبات على مسؤولين في الأمم المتحدة وعلى المحكمة الجنائية الدولية، احتجاجًا على تقارير تناولت انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
تطرح مقاطعة واشنطن وتسويقها لفكرة أن التعاون الدولي «إضاعة وقت» نقاشًا أوسع حول العلاقة بين السيادة الوطنية ومسؤولية الدول أمام آليات دولية تراقب الحقوق والحماية، وعن التوازن بين مزايا المشاركة في الأُطر العالمية ومخاوف من قيود قد تضعف الموقف الأمريكي أمام منافسين دوليين.