لوحات غوستاف كايبوت معروضة في المتجر الرئيسي للوي فيتون في نيويورك

متجر لوفيتون المؤقت في شارع 57 بنيويورك يفتتح أبوابه بميزات استثنائية: مطعم، أبراج من الصناديق الجلدية، وحتى عرض مؤقت لتحف فنية من مستوى متحفي، متاحة للعرض حتى 16 نوفمبر.

تعاونت مؤسسة لوي فيتون مع متحف أورساي في باريس ومتحف جيه. بول جيتي في لوس أنجلوس لعرض عملين بارزين للرّسام الانطباعي جوستاف كايبوته، ما يعكس تزايد تلاقي عالم الأزياء مع عالم الفن في وقت تتقلص فيه التمويلات العامة للثقافة في أوروبا وأميركا على حدّ سواء.

يمكن للزوار حجز تذاكر مجانية لمشاهدة “حفلة القوارب” من مجموعة متحف أورساي الدائمة و”شاب عند نافذته” الذي اقتناه متحف جيتي عام 2021.

مقالات ذات صلة

افتتح المعرض في 28 أكتوبر داخل فضاء مؤقت لإسباس لويس فيتون في الطابق الخامس من المتجر الضخم للدار، الذي افتُتح في نوفمبر الماضي أثناء خضوع المتجر الرئيسي التاريخي في الجادة الخامسة لأعمال ترميم واسعة.

يأتي هذا الحدث بعد جولة معرض “كايبوته: تصوير الرجال” التي عرضت أولاً في متحف أورساي عام 2024، ثم سافرت إلى متحف جيتي فاستقرت أخيراً في معهد الفن في شيكاغو، حيث اختتمت عرضها في 5 أكتوبر.

قال جان-بول كلافيري، مستشار رئيس مجلس إدارة ورئيس تنفيذي لمجموعة LVMH برنارد أرنو، إن المؤسسات انطلقت معاً لعرض اللوحتين في نيويورك، حيث لا توجد حضور متحفي كبير لأعمال كايبوته، قبل إعادتهما إلى أوطانهما الأصلية. وأضاف أن هذا “هبة لشعب نيويورك ولكل من يزور المدينة”، مشيراً إلى دوره في الإشراف على رعاية المجموعة للفنون والثقافة.

ينبثق هذا التعاون من شراكة لوي فيتون المستمرة مع متحف أورساي؛ إذ تُموّل العلامة الفرنسية الرائدة برنامج ترميم يمتد ثلاث سنوات للمتحف، ودعمت معارض عدة من بينها معرض كايبوته، في إطار طموحها الأوسع لتثبيت مكانتها كفاعل ثقافي. كما استعانت الدار بالمتحف لعرض عروض أزياء عدة أخرجها نيكولا غيشكيير، المدير الإبداعي لمجموعات النساء.

يقرأ  مسؤول سابق في الرابطة الوطنية لكرة السلة يخطط لسلسلة فنادق رياضية بعد افتتاح مشروع بقيمة 26 مليون دولار في رواندا

يؤكد المعرض في نيويورك أيضاً دور الشركة الأم LVMH كلاعب رئيسي في عالم الفن، إذ تمتد سجلات رعايتها على مدار ثلاثة عقود، بينها تبرع بقيمة 43 مليون يورو سمح للدولة الفرنسية في 2021 باقتناء “حفلة القوارب” وتصنيفها كنزاً وطنياً. وصف كلافيري اقتناء كايبوته بأنه “محطة فارقة؛ إنها أثمن ‘كنز وطني’ تم ضمه إلى مجموعات المتاحف العامة الفرنسية”.

ومؤخراً ساهمت LVMH أيضاً في الحملة التي أطلقها متحف اللوفر لاقتناء لوحة جان سيميون شاردان “سلة الفراولة”، والتي ظهر دورها بشكل لافت في عرض أزياء جوناثان أندرسون الأول لملابس الرجال لدى ديور في يونيو.

أزمة التمويل

أشار بول بيران، مدير حفظ المجموعات في متحف أورساي، إلى أن موارد LVMH تفوق بكثير ميزانية المتحف السنوية المخصصة للاقتناء التي تبلغ نحو 3 ملايين يورو، مما يجعل المجموعة شريكاً ذا ثقل للقطاع الثقافي الفرنسي. وأضاف أن العلاقة ثنائية المنفعة: العلامات الفاخرة تكسب رصيداً ثقافياً، والمتاحف تكسب فرص الوصول إلى جماهير أوسع وإبراز ملاءمة الفن التاريخي في حاضرنا.

وأوضح بيران أن وجود لوحة شاردان في عرض أزياء يمثل وسيلة لإعادة تأكيد أهمية الفن والمتاحف وإدخال عالم المتاحف إلى شرائح قد لا تتفاعل معه عادة. وطمأن أيضاً بأن فضاء إسباس لويس فيتون يفي بكل معايير الأمان اللازمة لعرض “حفلة القوارب” — وهو أمر بالغ الحساسية في ضوء السطو ذو الصيت العالِ الذي استهدف مجوهرات لا تقدر بثمن من اللوفر مؤخراً.

قالت كاثرين إي. فليمنغ، رئيسة ومديرة تنفيذية لمؤسسة جيه. بول جيتي، إنها وزنّت بعناية مزايا وشواغل الشراكة مع المجموعة الفاخرة، مشددة على أن التعاون يتم مع مؤسسة Fondation Louis Vuitton وليس مع العلامة التجارية نفسها. وأضافت أن الخطر يكمن في إحساس الشراكة بالتمايز والخصوصية، لكن من جهة أخرى تفتح أبواباً لجمهور جديد كلياً.

يقرأ  إسرائيليون فقدوا منازلهم في الهجوم الإيراني ما زالوا يعانون من صدمات بسبب تعثر البيروقراطية

كمؤسسة غير ربحية مقرّها كاليفورنيا تموّل نفسها وتمنح منحاً، ترتبط مؤسسة جيتي بشراكات مع مؤسسات مثل المتحف الوطني لتاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة، الذي أُغلق مؤقتاً بسبب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة. وذكرت فليمنغ وعيهم الحاد بأن القطاع، لا سيما المموّل جمهورياً، يمر بضغط كبير حالياً، وأن ذلك يطرح تساؤلات حول كيفية أداء عملهم في هذا السياق.

مع سياسات إدارة ترامب التي فرضت قيوداً على المنح الفدرالية من هيئات مثل المؤسسة الوطنية للفنون، ازداد الطلب على التمويل الخاص بشكل ملحوظ. علقت فليمنغ بأن ما يثير القلق هو الميل الطيب النية لأن يقول البعض: «من يملك الوسائل فليملأ الفراغ»، لكن الرسالة التي ينطوي عليها ذلك هي أن القطاع الخاص يجب أن يتكفل دائماً، في حين لا يوجد أي التزام حقيقي من القطاع العام. وختمت بأن هذه الحلول قد تبدو صائبة على المدى القصير، لكنها ليست كذلك على المدى البعيد، وأنهم يصرّون على التمسك باستراتيجيات مدروسة بعناية دون تجاهل الواقع.

رؤية بعيدة المدى

في فرنسا، مشاركة القطاع الخاص في المشهد الفني عامةً أحدث نسبياً مقارنة بالولايات المتحدة. منذ افتتاحها في 2014، برزت Fondation Louis Vuitton كلاعب رئيسي في خارطة المتاحف المحلية، وجذبت استعادتها لأعمال ديفيد هوكني نحو مليون زائر تقريباً.

تمنح التبرعات الشركاتية والفردية في فرنسا امتيازات ضريبية كبيرة، ما دفع بعض المنتقدين للقول إن مؤسسات الفن الخاصة والاقتناءات الكبرى تحظى بدعم هائل من دافعي الضرائب — نقطة خلاف متصاعدة في ظل الاضطرابات السياسية التي أثارتها محاولات الرئيس إيمانويل ماكرون تمرير إجراءات تقشفية.

أضف تعليق