مارن هاسينجر أكبر معرض استعادي في مسيرتها سيُقام العام المقبل

متحف بيركلي للفن وأرشيف أفلام المحيط الهادي في كاليفورنيا سيقيم معرضاً استعاديّاً للفنانة متعددة التخصصات مارن هاسينجر، يفتتح في يونيو المقبل.

قالت مارغو نورتون، كبيرة الأمناء الفنية في BAMPFA والمشاركة في تنظيم المعرض، في مقابلة هاتفية مع ARTnews إنّ دافع المبادرة يعود إلى الرغبة في تضخيم صوت فنانة تستحق اعترافاً أوسع، وإحداث تحول في سرد الفن التاريخي. وأضافت أنها تفكّر كثيراً في ما يقدمه الفنانون الناشئون وكيف أن عدداً كبيراً منهم يعمل بطرق تجعل من الضروري أن يعرفوا أعمال هاسينجر، لأنّ إنتاجها يتناغم بقوّة مع لحظة الحاضر.

المعرض، الذي وُصِف بأنه الأكثر شمولاً حتى الآن، سيجمع أعمالاً من مسيرة تمتد لنحو خمسة عقود، بدءاً من قطعها المبكرة في سبعينيات القرن الماضي المصنوعة من حبال سلكية وفروع أشجار، مروراً بأعمالها الكبرى التي تُعاد بعضُها حالياً إلى الوجود من أجل العرض، وانتهاءً بأعمال أدائية وورش عمل يُعاد تقديم بعضها على خشبة BAMPFA في حين تُوثَّق أخرى عبر الصور والفيديو.

أوضحت نورتون أن الهدف كان إبراز الطبيعة البينية لممارسة هاسينجر والأشكال المتنوّعة التي صاغتها. المعرض يسعى إلى إظهار ثنائية مارين كأدائية ونحاتة؛ فقد تحدثت الفنانة عن كيفية تأثير ممارستها الحركية في عملها النحتي وبالعكس.

في رسالة إلكترونية إلى ARTnews، عبّرت هاسينجر عن معنى الإبداع لديها قائلةً: «الإبداع يعني أن تبدأ من لا شيء، من فراغ، ثم تصنع شيئاً. إنه تحدٍّ ومغامرة. ليس ما يرغب كثيرون في تكريس حياتهم له، لكن لي شخصياً أن أخلق ما لم يره أحد من قبل أمر في غاية الأهمية. فرصة BAMPFA هذه لتأمل مساري كاملاً في مكان واحد وللحوار مع الناس تعنيني كثيراً. يسعدني أن أُعرض في مكان قريب من الطلاب، حيث الجدية في النظر والتعلّم».

يقرأ  إصابةُ العشراتِ في صربيا جراء اندلاعِ اشتباكاتٍ خلال احتجاجاتٍ مناهضةٍ للحكومة

ذكرت نورتون أن اهتمامها بأعمال هاسينجر يعود لأكثر من عشرين عاماً، وأنها صادفت فنّها في معارض بارزة مثل «Now Dig This!» عام 2011 في هامر ميوزيوم، ومعرض «Just Above Midtown: 1974 to the Present» عام 2022 في متحف الفن الحديث. وأضافت أنها تَأثرت بشدّة بكيفية احتفاظ تلك الأعمال بالفضاء، وكيف تمتلئ المساحات بطاقة محسوسة تؤثر في جسد المتفرّج أثناء تنقّله بينها، ومضت تلك اللقاءات لتفتح أمامها أبواب اكتشافات أعمق بشأن مارين.

عنوان المعرض «حياة، حركة، نمو» يعكس، بحسب نورتون، النهج البيني الذي تتبناه هاسينجر في صناعة الفن، حيث تتواجد ممارستها الحركية والأدائية بالتوازي مع ممارستها النحتية. كما أن أعمالها كثيراً ما تستولي على أشياء متاحة يوميّاً وتعيد تفكيرها وتحويلها بحيث تبدو طبيعية—أو حية، متحركة، نامية.

سيُعرض العمل ترتيبياً بشكل عام، مع بعض الأعمال المخصوصة بالمكان التي تقطع هذا التسلسل الزمني، مثل عمل Love (2008) الذي يضمّ أكياساً بلاستيكية منتفخة مملوءة بملاحظات حبّ. كما سيكون المعرض فرصة لرؤية أعمال لم تعد موجودة، إذ إن بعض أعمال هاسينجر الكبيرة في بداياتها «تعرّضت للتدمير سابقاً، غالباً لأسباب تتصل بالتخزين»، بحسب نورتون. أما الأعمال التي تستعين بفروع الأشجار فأُعيدت إلى الوجود في كل عرض بالتعاون مع حديقة جامعة كاليفورنيا النباتية، التي ستُسهم في توفير المواد العضوية.

سيصاحب الاستعادي ورش عمل وعروض خلال فترة عرضه التي تمتد ستة أشهر. من بين الفعاليات نسخة مُعاد تصورها من Women’s Work (2006)، الذي شارك فيه المشاركون مع الفنانة في عَقْد وتضفير صحف؛ وقد دفع ذلك هاسينجر إلى مواصلة تنظيم تلك الورش بشكل أكثر غير رسمي خلال ما يقرب من عقدين. شاركت نورتون مؤخراً في إحدى إصدارات هذا النشاط بمتحف كولومبوس للفنون، ضمن عرض ثنائي لهاسينجر مع شريكتها طويلة الأمد سينغا نينغودي. في BAMPFA تخطط نورتون لإدارة عدة ورش تسهم في صنع العمل، الذي سيتطوّر نفسه خلال فترة عرضه.

يقرأ  وفاة سياسي فنلندي داخل قاعة البرلمان في هلسنكي

أشارت نورتون إلى أن منهج هاسينجر في العمل الفني يقوم على عدم الانشغال بالنتيجة النهائية بقدر أهمية العمليّة نفسها؛ وهو ما يجعل العرض نافذة لفهم حسّية الزوال والقدرة على أعمال صيانة ورعاية بسيطة تجاه بعضنا البعض وتجاه العالم—مواضيع تبدو أساسية في زماننا الراهن.

واختتمت بالقول إنّ ما يدهش في عملها هو مقدرتها على اقتناص الأشياء اليومية من محيطها ثم منحها جودة تجعلها في آنٍ واحد حميمة وضخمة في تأثيرها.

أضف تعليق