زيارة رسمية إلى واشنطن في وقت تشن فيه دمشق عملية أمنية واسعة ضد خلايا داعش
نُشِر في 9 نوفمبر 2025
وصل الرئيس السوري احمد الشراع إلى العاصمة الأميركية في زيارة رسمية، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية، في وقت تأمل فيه واشنطن أن تَضمّ دمشق إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
جاء وصول الشراع إلى واشنطن مساء السبت، بينما أعلنت وزارة الداخلية السورية إطلاق «عملية أمنية واسعة النطاق» على امتداد البلاد تستهدف خلايا تابعة للتنظيم. وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن قوات الأمن نفذت 61 مداهمة في ريف حلب وإدلب وحماة وحمص وريف دمشق، وأسفرت العمليات عن توقيف 71 شخصاً ومصادرة متفجرات وأسلحة، في إطار ما وصفته الوزارة بأنه «جهود وطنية مستمرة لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن العام».
من المقرر أن يلتقي الشراع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين. وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ استقلال البلاد عام 1946، حسب محللين. وكان الشراع قد التقى ترامب لأول مرة في الرياض في مايو الماضي، وقد أُزيل اسمه من قائمة عقوبات أميركية تصنفه «إرهابياً» يوم الجمعة.
وقال مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا، توم باراك، في وقت سابق من الشهر الجاري إن الشراع من المتوقع — وعلى أمل — أن يوقع اتفاقية للانضمام إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد داعش. وفي سياق متصل، تجهز الولايات المتحدة لإنشاء وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق لتمكين ميثاق أمني تُبرمه واشنطن بين سوريا واسرائيل، بحسب تقارير وكالتي رويترز ووكالة فرانس برس.
ويتوقع أن يسعى الشراع خلال زيارته للحصول على موارد لتمويل إعادة إعمار سوريا، التي تواجه تحديات هائلة بعد ثلاثة عشر عاماً من الحرب الأهلية العنيفة. وقدّر البنك الدولي تكلفة إعادة الإعمار بأقل تقدير محافظ يصل إلى 216 مليار دولار.
تاريخياً، قاد الشراع ذراعاً سورياً منشقة عن تنظيم القاعدة، إلا أن مجموعته انفصلت عن الشبكة قبل نحو عقد من الزمن ولاحقاً خاضت صدامات مع داعش. كما أُدرجت «هيئة تحرير الشام» التي قادها الشراع سابقاً على قوائم الإرهاب، قبل أن تُرفع عنها الولايات المتحدة تصنيفها في يوليو الماضي.
تأتي زيارة الشراع إلى واشنطن بعد أن زار نيويورك في سبتمبر وألقى كلمة أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة، في أول ظهور له على الأراضي الأميركية منذ سنوات، ومن ثم قادت الولايات المتحدة تصويتاً في مجلس الأمن لإلغاء عقوبات مفروضة عليه.