منذ مرور ثلاثة أسابيع على حادثة سرقة متحف اللوفر، وبينما كان المحققون يحاولون كشف الجناة ودوافعهم ومعرفة سبب سهولة النيل من جواهر التاج الفرنسي، ظل لغز آخر قائماً: من هو «رجل الفيدورا»؟
الشاب الأنيق ذو القبعة التُقطت له صورة أمام المتحف ذلك الأحد وانشترت على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار تكهنات ونظريات متعددة حول هويته.
أما اللغزان الأولان فحُلّا سريعاً. إهمال اللصوص بشأن أدلة الحمض النووي أتاح للشرطة تحديد هوياتهم، واعترف مدير اللوفر بأن أنظمة المراقبة بالكاميرات كانت دون المستوى المطلوب.
ومع ذلك، ظل رجل الفيدورا طَرفةً غامضة — إلى أن انجلت الحقيقة أخيراً.
تبين أن الشاب الأنيق مراهق محلي مولع بشيرلوك هولمز وهركول بوارو، وأن حضوره في موقع الجريمة كان محض صدفة حضرية.
بيدرو إلياس غارثون ديلفو، فتى يبلغ من العمر 15 عاماً من رامبوييه جنوب غرب باريس، قال لوكالة الأسوشييتد برس إنه كان قد خطط لزيارة اللوفر مع أسرته لكنه وجد المتحف مغلقاً.
«لم نكن نعلم أن هناك سرقة»، قال بيدرو.
بينما كان يسأل الضباط عن سبب الإغلاق، التقط مصوّر من الأسوشييتد برس صورة للحاجز الأمني شملت بيدرو في الإطار.
لم يدرك بيدرو أن الصورة قد اصبحت فيروسية إلا بعد أربعة أيام، حين أرسل له صديق لقطة شاشة سائلاً: «هل هذا أنت؟»
عندما أجاب بالإيجاب، أخبره الصديق أن الصورة حصدت خمسة ملايين مشاهدة على تيك توك. «كنت مندهشاً قليلاً»، قال بيدرو لوكالة الأنباء.
وتفاقم دهشته أكثر حين اتصلت والدته لتخبره أن الصورة ظهرت في صحيفة نيويورك تايمز. وقد ترك ذلك أثراً كبيراً عليه، لأنه يطلع على تلك الصحيفة و«ليس كل يوم تَظهر في نيويورك تايمز».
«قال الناس: «لقد أصبحت نجماً». اندهشت أن صورة واحدة قد تُحدث ضجة بهذا الحجم في غضون أيام قليلة».
وعن سبب ارتدائه سترة قديمة وقبعة فيدورا إلى المتحف، قال بيدرو إنه بدأ يتأنق بهذا الأسلوب حديثاً، مستوحياً مظهره من زعماء القرن العشرين والمحقّقين الخياليين.
«أحب أن أكون أنيقاً»، قال لوكالة الأسوشييتد برس. «أذهب إلى المدرسة هكذا».
بينما أطلقت الصورة موجة تكهّنات طائشة على الإنترنت — تكهن البعض بأنه قد يكون محققاً حقيقياً أو تلاعباً بالذكاء الاصطناعي — بقي بيدرو صامتاً لأسابيع.
«لم أرد أن أقول فوراً إن الصورة لي»، قال. «مع هذه الصورة ثمة غموض، لذا يجب أن يطول بعض الشيء.»