أدانت منظمات ونشطاء منحَ الرئيس الأسبق سوهارتو لقب “بطل وطني”، واعتبروا القرار خيانة لضحايا سوهارتو وللمبادئ الديمقراطية. جا القرار صدر عن رئيس الجمهورية الحالي برابوو سوبريانتو — الذي كان في السابق صهرَ سوهارتو — حين ضمّ سوهارتو إلى قائمة عشرة مُكرَّمين نالوا اللقب في احتفالات يوم البطل الوطني.
المنح أثار استنكاراً واسعاً بين ناشطين وأكاديميين استندوا إلى سجل السجل العسكري الطويل لسوهارتو خلال حكمه الذي امتدّ ثلاثة عقود، واتهاماته بارتكاب انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان، والفساد والمحسوبية التي أفادت أسرته وأتباعه. رغم مرور سنوات على وفاته في 2008 عن عمر ناهز 86 عاماً، وغياب إدانة قضائية نهائية نتيجة تدهور صحته، يرفض كثيرون أن يُعاد تأطير إرثه بهذا النحو.
في كلمةٍ خلال الاحتفال تسلّم فيها الرئيس برابوو وسام التكريم بالنيابة، وصف سكرتير الشؤون العسكرية الرئاسية سوهارتو بأنه “شخصية بارزة من إقليم جاوة الوسطى وبطل كفاح الاستقلال”، فيما سلّم الوسام إلى ابنته سيتي هارديانتي روكمانا وابنه بامبانغ تريهاتمودجو. وبموجب هذا التكريم، يصبح اسم سوهارتو مساوياً لأسماء أكثر من مئتي شخصية وطنية سبق أن نالوا لقب الأبطال، من بينهم سوكارنو زعيم حركة الاستقلال وأول رئيس منتخب ديمقراطياً لإندونيسيا.
سوهارتو الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بسوكارنو عام 1967 استند إلى المؤسسة العسكرية للهيمنة على الشأن المدني وقمع المعارضة، كما تُنسب إليه سياسات مركزية أتاحت لدوائر مقربة تحقيق مكاسب اقتصادية هائلة. قاد البلاد لمرحلة من النمو الاقتصادي والاستقرار النسبي، لكنها انهارت إلى حدّ كبير خلال أزمة الأزمة المالية الآسيوية 1997–1998، ما كشف هشاشة الكثير من المكتسبات.
الأصوات المنتقدة نظمت احتجاجات ووقّعت عريضة وقعها نحو خمسمائة من أعضاء المجتمع المدني والباحثين طالبوا فيها الرئيس بعدم المضي في منح هذا اللقب. أطلق الموقعون على الرسالة وصف “الخيانة” على القرار، مؤكدين أنه تشويه خطير للتاريخ وتطبيع للإفلات من المساءلة. كما رأى البعض في الخطوة إشارة تحذيرية عن توجهات النظام الحالي الذي يحتضن عناصر محسوبة على عهد سوهارتو.
تعرض برابوو، الذي خدم سابقاً قائداً لقوات التعبئة الخاصة تحت حكم سوهارتو وتزوّج من أحد بناته، لاتهامات بشأن انتهاكات في تيمور الشرقية، وهو أيضاً واجه سلسلة احتجاجات عنيفة منذ فوزه الانتخابي المفاجئ العام الماضي، وغالباً ما كانت دوافعها الاقتصادية ومعارضة الامتيازات الفخمة للنواب.
من جهتها، أكدت لجنة المفقودين وضحايا العنف (كونتراس) أن تكريم سوهارتو لا يليق أخلاقياً ويُسهِم في تطبيع الإفلات من العقاب. قال منسق كونتراس، ديماس باغوس أريا، لوكالة الأنباء إن “سوهارتو، كشخص يشتبه في تورطه بانتهاكات و بعنف حكومي وجرائم متصلة بحقوق الإنسان، لا يستحق لقب بطل وطني”. في المقابل، دافع وزير الدولة براستيّو هادي عن القرار مؤكداً أن منح الألقاب جزء من تكريم من سبقونا ممن قدّموا إسهامات استثنائية للأمة.
من بين الأسماء التسعة الأخرى التي مُنحت الوسام هذا العام ناشطة العمل النقابي الراحلة مارسينا، والرئيس الأسبق عبد الرحمن وحيد الذي تُوفي عام 2009، في تذكير بأن قوائم الأبطال تتكوّن أيضاً من شخصيات تنتمي إلى طيف واسع من النضالات الوطنية.