جاسايا نيل، الذي وُلد ونشأ في كانساس سيتي بولاية ميسورى — مدينة غارقة في تراث الجاز — طور علاقة عميقة مع هذا الفن ليس كموسيقى فقط بل كمنظومة فكرية؛ «إعادةُ الأمريكيين من أصولٍ أفريقية المستمرة للحاضر». هذا التصور يمد عمله بطاقة دائمة، مجسِّدًا الحوار المتواصل بين التاريخ والآن.
في معرضه «ما هو الجاز — وما ليس جازًا» يستكشف جاسايا روح الجاز خارج نطاق الصوت، مزجًا طبيعته الارتجالية مع جمالية التصوير السينمائي الاستحسانية. أعماله تعكس نسيجًا متعدد الطبقات، تباينات جريئة، وتركيبات ديناميكية تذكّر بلغة الفيلم، فتنطوي على سرديات بصرية تبدو في الوقت نفسه ارتجالية ومحكمة الإطار. يتحدى عمله الحدود التقليدية مستخدمًا اللون والشكل والظل لعكس عمقٍ عاطفي وصراحة خامة متأصلة في كلٍّ من الجاز والسينما.
تتواشج طريقة عمله مع نبض الارتجال في الجاز—سائلة، استكشافية، وشخصية للغاية—في حين توفر تأثيرات السينما عدسة تلتقط اللحظات بنيةٍ وسرد. كل قطعة هي لحن ارتجالى بصري يعكس محاور الهوية والذاكرة والتحول.
من خلال فنه، يُكرّم جاسايا إرث الجاز ويقفز بحدود الإبداع إلى آفاق جديدة، صانعًا فضاءاتٍ يلتقي فيها الموسيقى والفيلم والفن البصري في تمازجٍ متناغم.