«مسألة التوازن» تصوير: إليوت روس

سلسلة تصويرية وصحفية تستقصي سياسة المياه في أمة النافاجو، من إعداد المصور والكاتب التايواني‑الأمريكي إليوت روس. يقيم روس في جنوب يوتا الريفي، وتركز ممارساته على مشاريع طويلة الأمد تفحص كيف تُشكّل المناظر الطبيعية المجتمع والثقافة، وصراع الشعوب الأصلية من أجل تقرير المصير، ونقاط الاحتدام الثقافية التي تتعارض مع القيم الغربية الأمريكية. أمة النافاجو هي أكبر محمية أصلية في الولايات المتحدة. لا يأخذ الدينِه (النافاجو) الماء أمراً مفروغاً منه: فأكثر من واحد من كل ثلاثة أفراد يضطرون لنقل الماء لمسافات طويلة إلى منازلهم الريفية، وهم أكثر عرضة بنحو 67 ضعفًا لغياب المياه الجارية مقارنةً بالمعدل الأمريكي بحسب منظمة DigDeep.

على بُعد ثمانين ميلاً، يعتمد سكان مقاطعة واشنطن في يوتا على نفس مصدر المياه لكنهم يدفعون أقل. هذا التباين يعكس ليس فقط اختلالات في القوة وسهولة الوصول عبر فوارق ريفية وعرقية، بل يحمل أيضاً إنذارًا: مع تحول درجات الحرارة القياسية إلى أمر اعتيادي عالمياً، تتفاقم العيوب البيروقراطية مع النمو السكاني الهائل، وتصادم القيم، والنزاعات المتعطّلة. ولأول مرة منذ أكثر من قرن، تصوغ الحكومة الفدرالية خطة جديدة تعِد بوضع نظام الأنهار الأكثر خضوعًا للتقاضي في العالم على مسار قابل للاستدامة وتضمين مدخلات حقيقية للقبائل. ومع ذلك، يبقى المجتمع الأصلي متشككًا.

«هذا المشروع قريب من البيت — عايش بين المجتمعين في حياتي اليومية، وأعتمد أنا أيضاً على نفس الماء الذي أستمتِع به بأمان وبتكلفة منخفضة وباعتمادية». كفنان وصحفي، أشعر بانتماءٍ يدفعني إلى فضح عدم المساواة التي يواجهها جيراني من السكان الأصليين. وللتوضيح، مقاطعة واشنطن ليست سبب عطش أمة النافاجو. فجوة المياه هي إرث دائم لعقيدة «المصير الظاهِر»؛ البُنى التحتية والتشريعات التي جاءت مع ذلك لا تزال إلى حد كبير تحدد كيفية استخدام الماء. أثناء تنقلّي بين المجتمعين، أجد أن سكان مقاطعة واشنطن إلى حد بعيد غير مدركين لمعاناة الدينِه، وإن كانوا صادقين في استيائهم. أما الدينِه فلا يظهرون دهشة من مقدار استهلاك سكان مقاطعة واشنطن من الماء، ولا غضبًا من الفوائد التي يجلبها لهم؛ إنما يطلبون ببساطة نفس الفرصة. مستندًا إلى سور الحظيرة الخشبية، وفي إطار المناظِر الحجرية الشهيرة لوادي النصب التذكاري، لخص الراعي بيلي تشارلي الأمر بقوله: «يجب أن نعطي الأولوية للإنسان لا للشركات. الأولوية للتوازن.» إذا فعلنا ذلك، قد نتمكن من تجنّب الأسوأ من العاصفة.

يقرأ  مجلة جوكستابوز — روس كالييندو: «زميل السلام» في نايت غاليري، لوس أنجلوس

شارك إليوت روس في جائزة Booooooom Art & Photo Book لعام 2025 ووصل إلى القائمة المختصرة.

أضف تعليق