مقتنيات شخصية ـ فنّ لوري ليبتون

رسومات لوري ليبتون قد حيّرت وأسرّت المتلقين لعقود. كلّ قطعة تحمل في طياتها خليطاً صاخباً من المؤثّرات والتجارب في صورٍ حالمة تبدو أحياناً ككوكتيل من الذكريات والكوابيس. وعندما تتحدّث عن عملها، سواء عن رسومات الثمانينيات أو عن أعمالها الأخيرة، فإنها تميل إلى ترك التفسير للمشاهد. كما تقول: «كلّ ما رأيتُ أو قرأتُ أو شعرتُ أو فكرتُ أو سَمعتُه… كلّه يتكدّس فى مخّي ويخرج عبر يدي اليسرى على شكل صور»، وتضيف: «بالنسبة إليّ، إنها خيمياء غريبة لا تُفسَّر».

ولدت الفنانة في نيويورك، وأمسكت القلم لأول مرة وهي في الرابعة من عمرها، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن الرسم. وقد كانت أوّل من تخرّج من كارنيغى-ميلون حاصلةً على درجة الفنون الجميلة في الرسم. وبعد سنواتٍ من العروض والانفلاتات والانتقالات، يصعب عليها اختزال تطوّر عملها في مسارٍ خطّيٍ مرتب؛ «بما أنني أرسم حصرياً منذ أكثر من نصف قرن، فطبيعة التطوّر في عملي لا تُحزم بسهولة. يكفي القول إنّ كلّما رسمتُ أكثر أصبحت أفضل. الأمر يشبه التمرّن اليومي على آلة موسيقية: بعد سنواتٍ تصبح قادراً على عزف أيّ قطعة تقريباً. ومع ذلك، لا أفضل الركون إلى أمجادٍ ماضية؛ بل أحرص على تحدّي نفسي في كلّ عملٍ جديد. هذا يُبقيني متيقِّظَة ومركِّزة. لا أريد أن أمضي في الرسم كما لو كنت أمشي نِيماً».

في المدرسة شُجعت على التوجّه نحو التجريد والأفكار التّصويرية، ومع ذلك، وعلى رغم أنّ البعض أخبرها أن الفنّ التصويري متأخّر قروناً عنّا، وجدت ليبتون متنفسها في أعمال الرسّام الفلمنكي يان فان آيك، وفي لوحات فرانسيسكو غويا، وصور الفوتوغرافية ذات الطابع الأسود والأبيض لديان آربس. بعد التخرّج أمضت ستة وثلاثين سنة تعيش وتعمل في الخارج؛ هولندا وإنجلترا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا كانت محطات شكّلت تلك «الخيمياء غير المفسّرة». اليوم استقرت في لوس أنجلوس، إلا أن تلك السنوات البعيدة ما زالت تحتلّ مكانة مركزية في رؤيتها الفنية.

يقرأ  روسنا كاور — بووووووم!إبداع · إلهام · مجتمع · فن · تصميم · موسيقى · سينما · تصوير · مشاريع

أضف تعليق