أحمد الشراع يلتقي ترامب الولايات المتحدة تمدد إعفاء العقوبات عن سوريا — أخبار السياسة

أصدرت الولايات المتحدة استثناءً جديدًا يرفع أشد العقوبات عن سوريا تزامناً مع زيارة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشراعـا إلى واشطن.

جاء القرار يوم الاثنين بالتزامن مع لقاء الشراعـا بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، في مؤشر واضح إلى سعي دمشق لإقامة علاقات اقتصادية قوية مع الغرب بعد سقوط الاسد.

تحول الشراعـا من قائد مرتبط بتنظيم القاعدة إلى رئيس دولة يسعى لبناء علاقات ودية مع الولايات المتحدة أثار اهتمامًا واسعًا، ولا سيما بعد ملامحه الجديدة السياسية والشخصية التي طرأت عليه في الأشهر الأخيرة.

وأفادت الرئاسة السورية أن المحادثات بين الشراعـا وترامب تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، إلى جانب مناقشة ملفات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

من جانبه، أشاد ترامب بالشراعـا وقال إن الرجل “جاء من بيئة صعبة، وهو قوي؛ أنا أحبه”، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لكي تنجح سوريا لأن نجاحها جزء من استقرار الشرق الأوسط، مضيفاً أن المنطقة تشهد الآن سلامًا لم تشهد مثيلاً من قبل، في إشارة منه إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشطن في غزة.

ورغم تصريحات البيت الأبيض، تواصل إسرائيل شن غارات مميتة بشكل يومي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، ما يلفت الانتباه إلى تفاوت بين الخطاب السياسي والوقائع على الأرض.

قاد الشراعـا في ديسمبر من العام الماضي مقاتلين معارضين مسلحين أطاحوا بالرئيس السابق وأنهوا حرباً أهلية اندلعت عام 2011، ما مهد لمشهد سياسي جديد في البلاد. وكان الشراعـا أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض؛ إذ التقى ترامب مسبقًا في مايو خلال زيارة الأخير إلى السعودية عندما أعلن نيته رفع العقوبات المفروضة على دمشق.

“فرصة للعظمة”

يقرأ  سقوط ١٬١٥٨ جندياً وعنصراً أمنياً إسرائيلياً منذ بدء مجزرة ٧ أكتوبر

الإعفاء الجديد للعقوبات المعلن يوم الاثنين يعلق عقوبات “قانون قيصر” التي كانت تحظر التعاملات التجارية الأمريكية مع الحكومة والجيش السوري لمدة ستة أشهر إضافية.

وتعمل منظمات مؤيدة لسوريا على إقناع الكونغرس الأمريكي بإلغاء القانون نهائيًا. واعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية أن رفع العقوبات سيساعد على إعادة إعمار الاقتصاد السوري ويعزز الازدهار لجميع المواطنين بمن فيهم الأقليات العرقية والدينية، ويساهم في مكافحة الإرهاب.

وقال البيان إن ترامب يفي بالتزامه بمنح سوريا “فرصة للعظمة” والسماح لها بإعادة البناء والازدهار مع ضمان محاسبة الفاعلين الضارين.

وترددت تقارير إعلامية في الولايات المتحدة وسوريا عن احتمال انضمام دمشق إلى التحالف العسكري الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما قد يمهد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

خلفية جنائية وسياسية

التقى ملف الشراعـا بتعقيدات كبيرة؛ فقد أسره القوات الأمريكية في العراق خلال احتلالها، وكان يقود فرعًا مرتبطًا بالقاعدة في سوريا. ومنذ أقل من عام، صنفته واشنطن “إرهابياً عالمياً” وعرضت مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار مقابل معلومات تقود إلى اعتقاله.

غير أن الشراعـا انفصل عن القاعدة عام 2016، ومنذ الإطاحة بالأسد عمل على إعادة تشكيل صورته العامة، تاركًا اسم الحرب “أبو محمد الجولاني” واعتماد اسمه الحقيقي، ومروِّجًا لخطاب تسامحي وشمولي.

وخطاب الشراعـا في الأمم المتحدة هذا العام، حيث قال إن بلاده “تستعيد مكانتها بين الأمم”، ساهم في فتح نافذة دبلوماسية أعادت دمشق تدريجياً إلى الحلبة الدولية بعد عقود من العداء مع النظام السابق.

استقبال متحفظ في البيت الأبيض

مع ذلك، كان استقبال الشراعـا في البيت الأبيض محدودًا؛ فقد دخل من باب جانبي ولم يستقبله ترامب لدى وصوله، ولم تُنظَّم فرصة لالتقاط صور أمام الصحافة أو عقد مؤتمر صحفي مشترك.

يقرأ  «مالٌ لن أمتلكه أبدًا»كفالة تأشيرة أميركية بقيمة ١٥ ألف دولار تقطع أحلام الملاويين في الوصول إلى الولايات المتحدة

لقاء مع ماسـت

التقى الشراعـا أيضًا بعضو الكونغرس برايان ماست، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وواحد من أبرز السياسيين المؤيدين لإسرائيل، حيث ناقشا سبل بناء مستقبل خالٍ من الحرب وتنظيم الدولة والتطرف. وأكد ماست أن الحوار كان طويلاً وجادًا، رغم تشككه في خطوة رفع العقوبات عن سوريا.

وتصاعدت التوترات منذ سقوط الأسد؛ فإسرائيل واصلت استهداف منشآت عسكرية ومؤسسات الدولة السورية، وتقدم جيشها في الجنوب إلى ما وراء هضبة الجولان المحتلة. وفي الوقت نفسه، قال الشراعـا مبكرًا إن بلاده لن تشكل تهديدًا لإسرائيل، وقد احتجزت حكومته قيادات من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية داخل سوريا، لكن هذه المبادرات لم توقف الهجمات الإسرائيلية.

يسعى الشراعـا إلى اتفاق أمني مع إسرائيل يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها خلال العام الماضي، وقال ترامب للصحفيين إنه يعمل مع تل أبيب على “التعاون مع سوريا” وتوقع أن تكون هناك إعلانات قريبة حول الموضوع، مشيرًا إلى أنه يرى في الشراعـا قائدًا قادرًا على إنجاز ذلك رغم ماضيه الصعب، وأن للجميع ماضٍ صعب.

أضف تعليق